إذا كنت تريد إنقاذ "الاقتصاد" في مجتمع يهوّش بين أطرافه، فكأنك تحاول وضع علاج للجسم المصاب بسرطان دون الفحص من مبدئه.
كم هو سخيف أن نتحدث عن النمو في اقتصاد يستند على شعاع مضيء للأرقام، بينما تظل جزءًا من المجتمع في ظلال أكثر دَحُولًا.
هل الاقتصاد الذي يُشار إليه على صفحات البيانات والأخبار لا يزال نفسه، مع استمرار تضخيم الفجوة بين المتسولين في شوارعه والأثرياء في قصوره؟
إن القول بأن "الاقتصاد" يزدهر مع ارتفاع نسب الفقر هو أكبر زيف.
تحت سطح هذه التعليلات، ليس شيء إلا تشجيعًا ضمنيًا على استمرار الفساد والظلم.
نحن جميعًا مديونون بتغيير هذا المجموع من التفاوتات المؤسسة، وإلا سنضطر إلى الصراخ في فراغ يبدو كأنه حلقة مكبرة للحالة الراهنة.
أين هي خطة التنمية المستدامة؟
ولماذا تتغير نصفًا فقط عندما يجب أن تشكّل ثورة كاملة في الرؤى؟
يجب أن نجهز أنفسنا بالأسئلة الصادمة: هل الغناء بتحقيق المؤشرات الاقتصادية يعني بالضرورة تحقيق العدالة؟
أو هل نستسلم لهذا الجنون التزامني الذي يبسط واقع الملايين من الأفراد إلى صفر؟
لا تكتفُ بالخطابات الساحرة؛ نحن بحاجة لمواجهة الصلابة بأشباه ونزع كل التضاريس المشوّشة في "ساحة النقاش".
إن اقتصادًا يُبنى على فراغات مؤسسية، وفساد لا يستطيع أن يكون سوى ضخمٌ في كل جانب من جوانبه.
هذه المرة نحتاج إلى تصور جديد يستند على الأسئلة والأجوبة: ما هي أشكال التغيير الجذرية التي نطمح لتحقيقها؟
كيف يُعاد تصور الثروة من أداة السلطة إلى عامل حيوي في سبيل المجتمع ككل؟
هل من جدير بالنظر إلى مستقبل يشهد على الابتكار، وليس التكرار، للفساد؟
نحن بحاجة لإنهاء المشاهد الوهمية للاقتصاد السليم.
معًا، يمكننا أن نبتكر سيناريو حيث تُضاف قيمة إلى كل فرد، وليس تفاديه.
إن التحول الذي نطمح لتحقيقه يستلزم إعادة بناء أساسية.
دعونا نبتكر معًا ونصور مشاريع حقيقية؛ تلك التي ستضمن عدالة فعلية، وليس فقط روائية.
إذا كان الاقتصاد له أي قيمة حقيقية، فيجب أن يحمل هذه الرؤى معه.

#النمو #بتصور #نعيش #دائما

---