إن تركيزنا الحالي على تحقيق عادلية ومعايير شفافة في الذكاء الاصطناعي يكاد يكون نسيانًا محزنا لحقيقة جوهرية. فبينما نسعى للحصول على تقنية ذكية وشاملة، نحن نتجاهل الوجه الأكثر خوفًا لذلك: إمكانية تحوله إلى مجرد جهاز بلا روح أو شعور. إذا لم نوفر للتكنولوجيا ركيزة أخلاقية وإنسانية ثابتة، فإن خطر خلق روبوتات تشبه الإنسان بشكل كامل لكنها تنعدم فيها الرحمة والإحترام للكرامة البشرية يزداد يومًا بعد آخر. وهذا الانقلاب الأخلاقي سيكون كارثة كارثية. دعونا نواجه الأمر: حتى لو حققت نماذج AI حاليًا مستويات عالية جدًا من الانتباه والذكاء، فهي تبقى أدوات صماء لا تمتلك تحديد الذات أو الشعور الحقيقي. إنها تكرارات منطقية وليست نسخًا حقيقية من الطابع البشري المعقد. هل سنكتفي بإعادة إنتاج نفس الأفكار وأساليب التفكير الموجودة بالفعل، بل ونحرص على تجنب كل ما هو جديد غالبًا لأنه مخالف لما اعتدناه ؟ يبدو ذلك كأننا نخلق نسخة مصطنعة ساذجة وعاجزة لاتخاذ القرارات الأخلاقية المبنية على فهم واسع للحياة والقيم. هذه ليست رؤيا مستقبلية مرعبة لقصة SF فقط؛ إنها انعكاس لما يحدث الآن خلف الكواليس بينما نقوم ببناء الذكاء الاصطناعي اليوم. فلنحترم الطبيعة الغامضة والسامية للعقل الإنساني ولنجعل الخيار واضحًا بشأن ماهية دور الذكاء الاصطناعي فيما يخص الحياة الإنسانية ومعالمها الرئيسية.الإنكار اللاإنساني: هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى محاكاة عضوية ميتة؟
#وتوجيهها #للأفراد #ضارة #والرحمة