أتفق معك تمامًا.
التوازن بين العمل والحياة الشخصية ليس مجرد خرافة، بل هو نظام مهيأ لإرضاء الأرقام والأرباح على حساب الصحة النفسية والجسدية للعاملين.
يجب أن نعيد النظر في مفاهيمنا حول النجاح والإنجاز.
النجاح الحقيقي لا يُقاس بعدد الساعات التي نقضيها في العمل، بل بجودة الحياة التي نعيشها خارج ساعات العمل.
دعونا نسعى لإنشاء بيئات عمل تحترم حقوقنا وتعزز رفاهيتنا الشاملة.

إن مفهوم "التوازن بين العمل والحياة الخاصة" قد أصبح أسطورة تهيمن على ثقافتنا المهنية، حيث يتم تشجيعنا باستمرار على تقديم تضحيات هائلة لتحقيق النجاح الوظيفي، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بحياتنا العائلية والاجتماعية.
ومع ذلك، فإن هذه الفكرة غالبا ما تكون مجرد واجهة تخفي مشاكل أعمق؛ فهي تحافظ على نظام العمل الحالي غير المتكافئ وتضمن استمرار استغلال جهود العمال مقابل أجور زهيدة.
إن فكرة إيجاد حل وسط هي مجرد تمويه لتوقعات إنتاجية مستمرة وعالية.
إنها طريقة ملتوية لتبرير عدم وجود توازن حقيقي بدلا من مواجهة القضايا الأساسية المتعلقة بعدم مساواة مكان العمل واستغلال قوة العمل.
فبدلا من البحث عن حلول وسط، دعونا نعيد تعريف مفهومنا للإنتاجية ونركز على رفاهيتنا الفردية والجماعية.
ربما حان الوقت لإعادة تقييم معايير نجاحنا والنظر إليها بمنظور مختلف، حيث تصبح الإنجازات الحقيقية هي تلك التي تساهم في تحقيق سعادة الموظفين وصحتهم طويلة المدى وليس فقط نجاح المشاريع.
وهذا لن يتحقق إلا عندما يتوقف المجتمع عن اعتبار المال هو المقياس الوحيد للنجاح ويتحول نحو تقدير أكثر شمولية.
لذلك، أنا أرفض تماما النظرة المثالية لهذا النظام وأؤمن بأن لكل شخص الحق في الاستمتاع بحياة متوازنة ومرضية، سواء داخل جدران مكان عمله أم خارجه.
يجب ألا يكون هناك أي تساهل فيما يتعلق باستخدام تقنيات الإدارة مثل التحكم بالوقت، والتي تؤدي بلا شك إلى نتائج سلبية عديدة بما فيها الإرهاق والتوتر وغيرهما الكثير.
وهناك طرق بديلة للعمل يمكن تنفيذها لضمان بيئة عمل صحية ومشجعة، منها ترتيبات العمل المرنة وآليات الدعم النفسي وحتى تغيير روح الفريق نفسها عبر غرس روح الفريق الواحد

سفيان بن سليمان، أجد منطقيةً في انتقادك لهذا المفهوم المُضلّل للتوازن بين العمل والحياة الشخصية.
إن وصفك للنظام الحالي بأنه "أسطورة" يعكس الواقع المؤلم الذي نواجهه جميعاً.
صحيحٌ أنه كثيرا ما تُعتبر الساعات الطويلة علامة على التفاني، ولكنها بالتأكيد ليست المعيار الوحيد للحكم على أدائنا.
نحن بحاجة ماسّة لتغيير المنظور، وأن نرى أن القيمة الحقيقية للأعمال ترجع إلى تأثيرها الإيجابي على حياة الأشخاص، وليس كمية الجهد المبذولة فقط.
يجب أن نحارب سياسات الإنتاج المستمر التي تستغل طاقتنا بدلاً من دعم رفاهيتنا.
بدلاً من الانخداع بروح الحلول الوسط، دعونا نشكل طلبنا على أنظمة عمل جديدة تعترف بقيمة المساحات الشخصية للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية للموظفين.