دور الثروة الحيوانية المحوري في الاقتصاد العالمي والاستدامة البيئية

تُعدّ الثروة الحيوانية رصيداً حيويّاً للمجتمع البشري يعود تاريخه إلى القدم، فهي ليست مجرد مصدر للغذاء فحسب؛ بل هي أيضًا جزء أساسي من النسيج المجتمعي و

تُعدّ الثروة الحيوانية رصيداً حيويّاً للمجتمع البشري يعود تاريخه إلى القدم، فهي ليست مجرد مصدر للغذاء فحسب؛ بل هي أيضًا جزء أساسي من النسيج المجتمعي والثقافي لدى العديد من الشعوب حول العالم. تُعتبر الثروة الحيوانية محركاً رئيسياً للتنمية الزراعية والصناعات التحويلية ذات الصلة بها مثل الألبان واللحوم والعسل وغيرها.

يمثل القطاع الحيواني أهميته العالمية عبر مساهمته القيمة في الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للعاملين. وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، فإن هذا القطاع يدعم عيش ما يقارب مليون شخص عالميًا بشكل مباشر ويساهم بنسبة كبيرة من الدخل الوطني للدول المختلفة.

على المستوى الاقتصادي، تؤدي الثروة الحيوانية دوراً حيوياً في تحسين دخل المزارعين الفقراء والمجتمعات الريفية التي تعتمد اعتماداً كبيراً عليها كمصدر رزق أساسي لهم. بالإضافة لذلك، يساهم قطاع الإنتاج الحيواني بصورة كبيرة في سلسلة قيمة المنتجات الزراعية الأخرى بما فيها الأعلاف والنباتات المستخدمة لإعداد هذه الأعلاف والتي تعد أحد مصادر العلف الرئيسي للحيونات المنزلية.

من منظور بيئي واجتماعي، تلعب الحيوانات دور فعال في الحفاظ على التنوع البيولوجي والحياة البرية الطبيعية. كما أنها تساعد أيضاً في الحد من التصحر وتحقيق الاستخدام الأمثل لأراضي التربية التقليدية مما يجعلها وسيلة فعالة لمعالجة بعض المشكلات البيئية والتحديات المرتبطة بالاستخدام الرشيد للأرض.

وفي النهاية، يعد تطوير سياسات واستراتيجيات تدعم الاستثمار الجاد في قطاعات الانتاج الحيواني أمر ضروري لتحقيق الاكتفاء الذاتي وخفض الاعتماد علي واردات اللحوم والدواجن وبالتالي تقليل الفجوة بين الطلب والإنتاج داخل البلاد الواحدة. وهذا بدوره سيؤثر ايجابيًا على الاقتصاد الوطني ويحافظ علي موارد الدولة الطبيعية ويعزز الأمن الغذائي للسكان المحلين.


تسنيم بن وازن

8 Blog Beiträge

Kommentare