تعتبر البكتيريا جزءاً أساسياً من الحياة على الأرض، وهي كائنات دقيقة وحيدة الخلية يمكن العثور عليها تقريباً في كل البيئات الطبيعية المعروفة. رغم حجومها الصغيرة نسبيا - فهي عادة ما تكون غير مرئية للعين المجردة - إلا أنها تلعب أدوارا هامة ومتنوعة جداً في النظام البيئي العالمي. هذه الكائنات بدائية النواة ليست فقط سائدة من الناحية العدديّة؛ بل لها أيضا تأثيرات عميقة على الصحة البشرية والصحة العامة للأرض.
تشكل البكتيريا مجموعة واسعة، تتراوح بين المفيدة والمضرة للبشر. بعض أنواع البكتيريا ضرورية لبقائنا، مثل تلك الموجودة في الأمعاء والتي تساعد في عملية الهضم وتوفير الفيتامينات الأساسية. بينما قد تصبح أخرى ضارة عندما تدخل إلى أجسامنا، مما يؤدي إلى الأمراض المعدية المختلفة. علاوة على ذلك، فإن العديد من البكتيريات تقوم بتكوين روابط مع النباتات والحيوانات الأخرى بطرق تعزز حياة الكوكب بشكل عام.
من منظور بيولوجي، تتميز البكتيريا بأنظمة تكاثر مذهلة ومرونة غريبة تجاه الظروف القاسية. بإمكانها استخدام مجموعة متنوعة من المواد الغذائية لنموّها، بما في ذلك الطاقة الشمسية عبر الفسيلوفوتوسنتيسس لدى بعض الأنواع البدائية الحرارية المتطرفة. بالإضافة إلى قدرتها على التحول الجيني بسرعة كبيرة مقارنة بكائن حي أعلى مستوى، مما يسمح لهم بالتكيف مع تغييرات البيئة باستمرار وبشكل فعال.
في المجال الصناعي الحديث، تستغل العلم والمعرفة حول البكتيريا لتطبيقات متقدمة للغاية. يتم استخدام عمليات تخميرها لإنتاج منتجات غذائية وفروقات تُستخدم كعوامل حافظة نظراً لأدائها المناسب تحت ظروف حفظ المنتجات الغذائية. حتى العمليات الطبية مستفيدة، حيث يُستخدم بعض البكتيريا لعلاج حالات طبية محددة كتلك التي تستخدم أشكال مختلفة من العلاج بالميكروبات (Probiotics).
وفي الختام، يشهد العالم اليوم تقدماً ملحوظاً في فهم دور ودلالات وجود البكتيريا داخل مجتمع الكائنات الحيّة، وهو الأمر الذي سيغير بلا شك كيفية النظر إلينا كجزء واحد ضمن نظام أكثر تعقيداً وأكثر تنوعاً مما تخيلناه ذات يوم.
