ولد فيلهلم جورج هيغل عام ١٧٧٠ في ستوتغارت جنوب غرب ألمانيا، لعائلة ذائعة الصيت؛ فقد كان والده كاتبًا ملكيًا بينما كانت والدته تنحدر من عائلة قانونية مرموقة. نشأت ميوله الفكرية مبكرًا عندما بدأ تعليمه الابتدائي في سن صغيرة جدًا وحصل لاحقًا على فرصة الدراسة بلغات متعددة مثل الفرنسية والإنجليزية بالإضافة للغات الشرق الأوسط القديمة كاللاتينية والعبرية اليونانية. أكمل مسيرة التعليم العالي بحصوله على شهادته الجامعية الأولى بوحدة "ستيد" ("Tübingen Stifte") قبل انتقاله للتعليم المتقدم بكلية سانت ألبانز.

بعد فترة قصيرة كمدرس خصوصي، انخرط بشكل عميق داخل مجالات البحث الأكاديمي والفلسفي. ومن أشهر أعماله النظرية حول "ظهور روح الإنسان"، والذي استقصى فيه رحلة الوعي الإنساني عبر مختلف مراحل تطوّر الشعور والتعبير الذاتي والديني ليصل أخيرا لما يسميه بالحقيقة النهائية - الحقيقة المطلقة.

وازداد بروز دوره عبر توليه دور التدريس بجامعات مشهورة بما فيها جامعة يينا وجامعته الأم هومبولت ببرلين حيث أصبح رئيس قسم الفلسفة هناك مما ساهم بازدهار حركاته الثقافية والأيديولوجية آنذاك. وعلى الرغم مما تعرض له من تحديات سياسية واجتماعية مثل الاحتلال الفرنسي لألمانيا وما ترتب عليه من اضطهاد ضد المثقفين والمعارضين السياسيين إلا أنه واصل تأليف كتبه الأكثر تأثيرًا كـ 'علم المنطق'. وقد جمع تلك المؤلفات ضمن موسوعة شاملة تحت عنوان "موسوعة العلوم البيداغوجية".

ليس فقط نظريات الهيجلي (كما يعرفها البعض) ولكن أيضًا وجهة نظره الخاصة فيما يتعلق بفكرة العدالة والحقوق أثرت بشدة بالنظرية السياسية الأوروبية الحديثة مستقبلًا. وبذلك يعد أحد رواد عصر التنوير وثوري نهضة الفكر الحر والقانون المدني الحديث.