ولد الشاعر والفنان جبران خليل جبران يوم السادس من شهر كانون الثاني/يناير عام ١٨٨٣ ميلادية في بلدة بشري الجبلية الواقعة شمالي لبنان. ينحدر جبران من عائلة فقيرة ذات جذور مارونية محلية، لكن مصيره اتخذ منحنى مختلف عندما هاجر رفقة عائلته الصغيرة إلى أرض العم سام -أمريكا- عقب ولادته بست عشرة سنة فقط. وعلى الرغم مما واجهه هناك من تحديات صحية ومعيشية قاسية نتيجة انتشار مرض السل بين أقاربه المقيمين أيضًا بنيويورك آنذاك، فإن قدره ارتبط بحياة مليئة بالإنجازات الثقافية.
استهل مساره التعليمي مبكرًا أثناء طفولته الأولى برياض الأطفال اللبناني، قبل أن تتطور مهاراته الأكاديمية بشكل ملفت للنظر لدى انتقاله لدراسة مراحله العمرية التالية بروضة ألبرت أبي عازار البيروتية الشهيرة. إلا أنه لم يستطع إتمام مشواره التعلمي داخل حدود الوطن المنشود بسبب ظروف هجرة جديدة فرضتها عليه الحياة الرحالة لمنطقة بوسطن الأميركية النائية بداية القرن العشرين. هنا اكتشف مواهبه الكتابيةالفنية المكبوتة منذ الطفولة، مستلهمًا كتاباتها الروحية المرتبطة بالموت والحياة عبر عديد الرسوم التشخيصيه الملونةوالروايات القيمة المستوحاة بفلسفات نبيلة استقاها منهاجه النظيري الأوروبيين كتلك الخاصة بفريدرتش نايتشر ويليام بلايك .
بخلاف المواهب العديدة الأخرى غير المعتادة لنجم مشابه كهذا، فقد حققت أعمال جبران تأثير كبيرعلى مجريات تلك الفترة الزمنية تحديدًا بتقديم وجه جديد للأدب الإنساني التقليدي بإدخالات فلسفية فلسفية عميقة ممزوجة بثنائيات الحزن والسعادة البشرية الطبيعية حسب رؤيته الذاتية الشخصية المبكرة المؤثرة بشكل واسع خارج دائرة الدائرة المحلية الضيقة لبلده الولادة الأصلانية! ولم يقتصر تأثر البعض بسلاسل الأفكار المدعاة عنه وحسب ولكن أكثر ممن عاشروه شخصياً تمتع برفاق الصداقة الحميمة بالقرب منه مثل صديقه الأقرب لهازل حسن هيكل الذي تبناه رعايته ضمن شروط رعاية خاصة نظمت خصيصاً لتلبية حاجات الطفل الوحيد المسافر لوحده نحو العالمية الجديدة المثالية الأعلى !
وفضلًاعن ذلك وبعد نجاح تجربة البدايات الاولى لهوبالإقامة الدائمة بنيويورك مركز الفن والثقافة المضطرم حينئذٍ ، قامت العديد من المؤسسات والأماكن العامة المختلفة لاحقاً بتكريمه تقديرا لعطاءاته الرائعه الغير محدودة سواء أكانت هذهالجوائز من نوع المواد المرئيه كاللوحات أوالنصوص الشعرية المعبرة للغاية حتى انه وفي نهاية المطاف وفي عز ذروة تفرده الفريد تمت تسميتها رسميًا باسمه فتحولت بذلك الى أحد أهم معلم عالم الفن والابداع السياحي الأكثر جذبآ للسائحين المهتميين بهذا الجانب التاريخي العريق الخاص بالحاضر القديم بكل ما فيه وما قد يؤدي إليه مستقبل التأثيرات المنتظر ظهور نتائج آثارها المتفاعلة مجتمعة مجتمع واحد كإنسان فرد متكامل تمامآ !
