تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، المعروفة باسم الخنساء، هي واحدة من أشهر شعراء العرب على الإطلاق. ولدت في جزيرة العرب عام 575 ميلادي، ونشأت في بيت عزّ مع أبيها وأخويها صخر ومعاوية. اشتهرت الخنساء بشعرها الرثائي، خاصة بعد مقتل أخويها، حيث أصبحت رمزًا للشعر الجاهلي.
تُعد الخنساء من الشعراء المخضرمين، ومن أشهر شعراء الرثاء في التاريخ العربي. غلب على شعرها البكاء والتفجّع والمدح والتكرار، مع التركيز على الحزن والبكاء وذرف الدموع. بعد مقتل أخويها، صارت الخنساء رمزًا للحزن والبكاء، حيث استمرت في ارتداء ملابس الحداد كدليل على إخلاصها لأخويها.
امتاز شعر الخنساء بقصر أبياته وقوة إحساسها، مع التركيز على اليأس بخسارة الحياة التي لا يمكن استردادها. كما اشتهرت بقصائدها التي تتغنى بكرم أهلها وجودهم، مما يعكس قوة شخصيتها المتحررة.
تميّزت شخصية الخنساء بالعديد من الملامح والصفات، منها قوة الشخصية والشجاعة وقوة التضحية. رفضت الزواج من دريد بن الصمة لأنها فضلت الزواج بأحد أبناء قومها، مما يدل على استقلاليتها وقوة رأيها.
بعد إسلامها، ذهبت الخنساء مع قبيلتها إلى المدينة المنورة لملاقاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. كان رسول الله يستنشدها ويُعجب كثيراً بأشعارها، حيث كانت تُنشد الأشعار وهو يقول لها: (هيه يا خنساء).
توفيت الخنساء في أوائل خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه عام 24 هـ، والذي يوافق بالميلادي 664 م. تركت وراءها ديوان شعر وفيه ما بقي محفوظاً من شعرها.
