تعدُّ قصيدة "كَذَبَتكَ عَينُكَ أَم رَأَيتَ بِواسِطٍ" واحدة من أشهر أعمال الشاعر العربِي الكبير الأخطل التغلبي. تنتمي هذه القطعة الشعرية إلى بحر الكامل وتتألف من حوالي 47 بيتاً. تتميز بأنها تعكس براعة الأخطل في وصف الحرب والخيل والحماس القتالي.
ولد غياث بن غوث التغلبي المعروف بالأخطل في العام 640 ميلادية. رغم ارتباطه بكرم خصال قبيلة تغلب، اختار المسيحية كدين له. استمراره في هذا الدين لم يؤثر أبداً على مكانته الأدبية. امتاز بشعر ذي مستوى عالٍ ومترسَّخ بحسن اللغة والعاطفة الحقيقية.
كانت المنافسات الشعرية سائدة خلال عصر الأمويين, مما أدى لدخول الأخطل معركة شعرية ضد كل من الفرزدق وجرير - وهما اثنان من أعلام الأدب العربي أيضاً-. اشتعل المشترك المشترك لهذه الثلاثية الشعرية عندما نسب البعض التفوق لجرير مقارنة بالأخطل. ومع ذلك, اعترف الأخير بقوة شعر منافسه قائلاً:"ما غلبني الأخطل إلا بهذه القصيدة".
وفي تقديم صورة أوضح حول شخصيته الكتابية, فقد حرص العديد ممن سبقوه إن كانوا كتابيين او شعراء, علي تشخيصه باعتباره واحداً يتمتع بمستويات عالية جدا من المهارة والبلاغة. حتى ان الامام ابو عمرو بن العلاء أكد أنه لو تمكن الأخطل من اللحاق بأيام الجاهلية لما تجرأ أحد أمام مجمع الشعر بالتقدم قبل تقديمه!.
يعتبر بعض الباحثون أنها إحدى أبرز المقاطع المتضمنة للهجاء ضمن مؤلفاته الشهيرة الأخرى مثل ديوانه المجمع والذي قام بصياغته الشاعر أبي تمام لاحقا تحت اسم "نقائض جرير والأخطل".توفي الصحابي عام 710م تاركا خلفه تراثاً شعرياً زاخراً بروائع الفن الراقي والمعاني الجميلة.
