الجار الكريم: قصيدة تنبض بالوفاء والإيثار

في زاوية الحياة حيث يلتقي الناس، هناك شخص يحمل لقب "الجار"، ليس مجرد اسم وإنما هو سيرة كاملة مليئة بالعطف والحنان. إنه ذلك الشخص الذي ينتظر بابتسامته

في زاوية الحياة حيث يلتقي الناس، هناك شخص يحمل لقب "الجار"، ليس مجرد اسم وإنما هو سيرة كاملة مليئة بالعطف والحنان. إنه ذلك الشخص الذي ينتظر بابتسامته كل عودتنا إلى البيت بعد يوم طويل من العمل، الذي يستمع لصوت طفولتنا عندما نلعب خارج باب منزله، والذي يشاركنا الفرح بالأيام الجميلة والألم بالتجارب الصعبة.

الجار الحقيقي ليس فقط جاره لأجل القانون أو تقسيم الأرض؛ بل هو صديق قبل الشريك في الحي. يُذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". هذا الحديث يعكس أهمية اختيار الأصدقاء والجيران الذين يدعون الهدوء والسعادة إلى حياتنا.

إن القيم التي يجسدها الجار الطيب هي قيم نبيلة تتضمن الصدق، الرحمة، والتواصل المستمر. فالجيد بين الجيران هو كالبستان الأخضر وسط الصحراء الجافة، فهو مرآة لصحة المجتمع وتماسكه. كتب أحد الشعراء القدماء:

"إذا لم يكن لك خيرٌ بجيرانِ                                    فأنتَ حائرُ الضلالِ المُرْبدِ."

ومن واجباتنا تجاه هؤلاء الأنصار غير الرسميين لدينا ليست تقديم الدعم العاطفي فحسب، ولكن أيضاً المساعدة العملية عند الحاجة. سواء كانت مساعدتهم في نقل أثاث ثقيل، رعاية أبنائنا أثناء غيابهم، أو حتى الاستماع لهم وقت ضيقهم. هذه الأعمال الصغيرة تعزز الروابط الاجتماعية وتعطي معنى أكثر عمقا للمصطلح "جوار".

وفي النهاية، دعونا نتذكر دائماً قول النَّبيّ محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره". فالاحترام المتبادل والمعاملة الحسنة هما أساس بناء مجتمع مترابط ومحب. وهذه رسالتنا جميعاً لكل جار كريم أسعدنا وجوده بيننا.


أبرار الصيادي

7 Blog mga post

Mga komento