كان أبو العتاهية أحد أشهر شعراء العربية خلال القرن الثاني الهجري، واسمه الكامل حماد بن زيد بن مالك العدوي. ولد عام 116 هـ تقريبًا في مدينة الكوفة بالعراق. اشتهر بشعر الوصايا والحكم التي تعكس ذوقه الرفيع وحنكته الفكرية. كان له دور كبير في تطوير الشعر العمودي وتقديم وجهات نظر جديدة حول الحياة والقيم الأخلاقية.
تتميز أشعار أبي العتاهية بحكمة عميقة وروعة لغوية فائقة. غالبًا ما كانت تعرض مواقف نابعة من الخبرة الشخصية والتجارب المتنوعة للحياة. وفي الوقت نفسه, لم يكن شعرُه مجرد انعكاسٍ لحياته الخاصة؛ بل تضمنت أيضًا نقداً اجتماعياً قوياً للمجتمع والعادات آنذاك.
بالإضافة إلى ذلك، برز أبو العتاهية كشخصية متعددة المواهب. فقد عمل أيضاً كاتباً ومثقفا بارعا، مما جعله شخصية محورية داخل تلك الفترة الزمنية الغنية بالأحداث الثقافية والفكرية. رغم أنه عاش حياة طويلة نسبيا -توفي سنة 211 هجرية- إلا أنها تركت بصمة واضحة في تاريخ الأدب العربي.
ومع تقديره الواسع للشعر والأدب، حافظ أبو العتاهية أيضا على مكانة عالية بين الناس بسبب تواضعه وسماته الأخلاقية الحميدة. هذه الصفات مجتمعة جعلت منه ليس فقط شاعراً مشهوراً ولكن أيضاً نموذجاً للإنسان المثالي حسب التصورات التقليدية الإسلامية.
