في الثاني من شهر ديسمبر من كل عام، تستعيد دولة الإمارات العربية المتحدة ذكرياتها التاريخية النبيلة لتستذكر ولادة اتحادها المبارك. ففي تلك اللحظة التحويلية، اجتمعت سبعة إمارات صغيرة مترامية الأطراف، ذات ثقافة وتراث غني، لتصبح كيانا واحدا عظيما. ومنذ ذلك الحين، شهدت الدولة نهضة ملحوظة على مختلف الأصعدة - الاقتصادية والثقافية والاجتماعية - مما عزز مكانتها العالمية ودورها الريادي.
إن رمزية عيد الاتحاد ليست مجرد استرجاع الماضي الجميل وحسب، ولكنه أيضا فرصة للاعتزاز بالقيم الإنسانية المشتركة التي تجمع الشعب الإماراتي الواحد. فلا يوجد تمييز هنا بين أهل الشمال والجنوب؛ الجميع متحدون حول هدف واحد وهو رفعة الوطن وتحقيق المزيد من التقدم. إنه مثال يحتذى به للدول الأخرى في عالم اليوم المضطرب سياسيا واجتماعيا.
ويعود الفضل في بناء هذا الاتحاد الكبير لشخصيات محورية بارزة مثل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وغيره ممن عملوا بلا كلل لإرساء دعائمه منذ نشأته الأولى عام ١٩٧١ م. وقد شكل الاتفاق الدستوري المؤقت آنذاك أساس العمل المؤسسي الموحد والذي أسهم بشكل كبير في ترسيخ جذور الانسجام الوطني وتعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه مستقبل مشترك مزهر بإذن الله تعالى.
وعند الحديث عن عظمة هذه المناسبة الوطنية، فإن لها تفرد خاص نظرًا لمزامنتها لميلاد الاستقلال نفسه حين حررت الإمارات نفسها رسميًا من الحكم البريطاني القديم ليبدأ فصل جديد مليئ بالأمل والإنجازات الباهرة. لذلك يعد احتفالنا بعيد اتحاد دولتنا العزيزة لحظات فريدة تزخر بالتذكارات الجميلة والمواعظ المستنيرة والتي تدفعنا دوما لأن نواصل المساعي الطيبة لتحسين واقع الحياة العامة بما يحقق رضا الرحمن سبحانه ثم سعادة المواطن الكريم.
وفي ختام رسالتنا المحبة لهذه البلاد الرشيدة نسأل الله عز وجل أن يديم عليها نعم الأمن والأمان وأن ينعم عليها بمزيد من التطور والنماء بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين الذين يبذلون قصارى جهدهم لرعاية الوطن وشعبه بكل حب ووفاء وتفاني وصبر جميل امتنانا لماضي أصيل وطموحات سامية تؤهلها دائما لتبوء مكانة أعلى ضمن نخبة أقوى البلدان تقدما وحضارة عبر تاريخ البشرية عبر الزمن العابر والسريع!
