الخطبة هي شكل من أشكال التواصل الفني والديني الذي يعود تاريخه إلى العصور القديمة. إنها وسيلة لتحفيز وتعليم جمهور مستمع من خلال الكلام المنمق والفصيح. تتضمن هذه العملية العديد من الخصائص الأساسية التي تحدد نجاح الخطيب وبراعته.
1. الوضوح: يعد الوضوح أحد أكثر سمات الخطابة أهمية. ينبغي تجنب المصطلحات الغامضة والاستعارات المعقدة لصالح اللغة الواضحة والكلمات المباشرة التي يمكن فهمها بسهولة. هذا يساعد على ضمان أن الرسالة تصل بفعالية إلى جميع أفراد الجمهور بغض النظر عن مستوى تعليمهم أو خلفياتهم الثقافية.
2. التوازن بين الإيجاز والإطناب: بينما يحتاج البعض إلى تفاصيل مطولة لتوصيل أفكار عميقة، فإن الآخرين قد يفقدون التركيز والعاطفة إذا كانت الخطب طويلة جدًا. لذلك، يستخدم الخطيب الناجح مجموعة متنوعة من الطول في جملاته - بعضها مختصر وأخرى أكثر اتساعاً - مما يخلق حركة ديناميكية داخل النص كما يؤدي أيضًا إلى حفاظ الاهتمام لدى الجمهور طوال الوقت.
3. تنوع الأدوات: يشمل ذلك الاختيار المناسب للأفعال والأسماء والحروف حسب الحالة والحاجة للتعبير عنها بشكل صحيح. على سبيل المثال، عندما تكون هناك حاجة للإلحاح أو التأكيد، يمكن للخطباء استخدام أسئلة الاستفهام أو التعجب بصوت عالٍ لجذب الانتباه وتحقيق التأثير المرغوب فيه على المشاعر العامة لديهؤلاء المستمعين.
4. تقديم الأدلة والبراهين: الجزء المحوري الثاني للخطبة هو دعم الأفكار بالحجج والقرائن المقنعة. يمكن تحقيق ذلك عبر سرد قصص واقعية ذات صلة ومعاصرة تؤكد وجهة نظر المتحدث وتضيف طبقات جديدة للفكرة المطروحة تحت نقاش حالياً ضمن السياق العام لهذه المناظرة الخاصة بذلك اليوم تحديداً . بالإضافة لذلك ، غالبًا مايستشهد علماء الدين بالإرشادات الدينية كالدليل النهائي لدعم حجتهم بطريقة مقنعة للغاية ولا تقبل الجدال لدي عامة الشعب خاصة وإن كان معظمهم متدين ويعيش حياة بسيطة ولكن مليئة بالعقائد الروحية القوية المؤمنة بالقضاء والقدر وما شابهه عامل مهم جداً هنا أيضاً حين نذكر دور الإسلام والثقافة الإسلامية كمصدر أساسي لفهم المجتمع العربي الكبير ولذلك فلابد لنا حينئذٍ مشاركة آيات قرآنية وحديث نبوي مرتبط مباشرة بالسؤال المركزي لمنشور اليوم كي نواكب حديثنا الحالي حول عالم الخطابة باعتباره جزء رئيسي منه تعزيزاً لقدسية كلام الله وكلمة رسول محمد صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بفلسفتنا الجديدة "الفكر العلمي" المبنية أساساً علي تزكية النفس البشرية نحو تطوير الذات داخلياً وخارجياً وفق نهج سلوكي ديني أصيل.. وهذه بلا شك إحدى الوسائل الرائدة لتحسين مهارات التفكير العقلي وذلك لأن كتابة الخطب وصياغتها لاتقل اهميتها أبداً عما ذكرناه سابقاً لأسباب عدة ومن أهمها أنها تضمن قدرتنا الأكبر علي توجيه افكار مضمون الكلام المسند للنص القرآني والإمامي بأمانة عالية أثناء محاججة الجميع لاحقا دفاعا عن عقيدتنا سواءٌ بالتوجهات التقليدية التقليدية أو الحديثة الحديثة الأمر ذاته بالنسبة لحكمة الرسول الأعظم فقد جاءت كثيرا مفصلة جميله منظمة مبهرة تستحق الثناء حقا! إذ أنها تشجع المسلم الحقيقي للاستلهام بزبد خبرات نبينا الأكرم وغرس المزيد من قوة الشخصية إذ تستهوي وجداننا بأن تلك صفاته الحميدة ليست إلا صورة مصغره ظاهرة لنوره وشخصيته المُثلى فعلى الرغم كونها قصيره نسبيا لكن معناها العميق يبقى محفورا دوما في قلوبنا ويؤثر تأثيراً مديدا غير محدود الزمن بإذن رب العالمين...
5. القدوة الحسنة: عند القيام بخطبة عامة، ليس فقط المهم تقديم معلومات موثوق فيها ودقيقة ولكن أيضا مثالا صالح للسلوك الاجتماعي المقبول اجتماعياً والذي يمكن رؤيته بأنه المعيار الأمثل للشباب وكذلك الاجيال التالية ليستلهمو منها القدرة على مواجهة الحياة بثبات وحكمة صانعة لانطلاق شباب الانسانية نحو رحلات اكتشاف أحلام كبيرة كبرى تبشر بنا نحو مستقبل زاهر رغم الظروف الصعبة وظلال اليأس والخوف المنتشرة وسط مجتمعنا الحالي .. وبالعمل البديهي والجاهد نحقق حقوق ابنائنا وابناء شعبنا قبل ان يحققوها اعدائهم لهم إن لم نتدخل نحن بانفسنا فورًا الآن!... وهذا يعني عرض نماذج عملية تمثلهم أقرب الأشخاص إليهم ممن عرفونا بهم سابقا مثل الاخلاق والتقوى وغيرهما الكثير مما ستجدونه واضحا بجلاء أثناء استماعك لكلام المتحدث الراقي المدروس بدقة وتخطيط شامل حتى يصل بدوره برسالة صادقه سامية تعمل فعلتها الجلية فور تلقي اول صوت لها ...
هذه واحدة من أبرز صفات رجل الدين المثالي القادرعلى اقناع جمهوره بسبب اختياره الكلمات الأنسب لكل حالة ونظرا لاستخدامه أجود الصور الرمزيه الجميلة المشوقة للعقول فضلا عن ارتباط محتواه الواقعي بالأمورالدينية الاسلامية كالقرآن الكريم والأحاديث النبوية والتي تعد مصدراً هاماً لمساندته اثناء بيانه لذلك سيصبح أكاديمياً مميزاً بارعاً طبعا !
