جبران خليل جبران، شخصية بارزة في التاريخ الأدبي والثقافي العربي الحديث. وُلد في قرية بشري الجبلية شمال لبنان يوم الرابع عشر من كانون الثاني عام ١٨٨٣ لأب مسيحي ماروني وأم مسلمة كانت قد اعتنقت المسيحية بعد زواجها. نشأ جبران وسط عائلة تعود جذورها إلى القرون الوسطى وتتميز بثراء تاريخي وفكري غني.
كان لطفولته الصعبة الأثر البالغ عليه؛ فقد تركت وفاة والديه وهو طفلاً صغيرًا أثراً عميقاً فيه، واضطره ذلك إلى مغادرة وطنه وانتقل مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما بلغ الثالثة عشرة من عمره. هناك بدأ مشواره التعليمي والابداعي، حيث أسس مدرسة "الجميع" الفنية التي جمعت بين الفن والأدب والموسيقى بهدف تنمية المواهب الشابة وتعزيز الثقافة العربية بين أبناء الجالية اللبنانية المقيمة في أمريكا.
شهدت فترة شبابه انطلاق موهبة جبران الشعرية والإبداعية بشكل ملحوظ، مما جعله أحد رواد الحركة الرومانسية الجديدة والتي ركزت على الانفعالات الشخصية والعاطفة الداخلية. ومن أبرز مؤلفاته الشهيرة "النبي"، و"الأجنحة المتكسّرة"، وكما نشر العديد من الأعمال الأخرى مثل "السناجب الثلاث"، و"ديوان المصابيح السبعة".
على الرغم من نجاحاته الأدبية والفنية الواسعة، إلا أنه واجه تحديات صحية كبيرة طوال حياته بسبب مرض السل الذي قضى عليه أخيرا بتاريخ العاشر من أبريل سنة ١٩٣١ في نيويورك تاركا خلفه إرثا ثقافيا أدبيا باقيّا حتى اليوم. يظل جبران رمزا للفكر الحر والتعبير عن الذات بما يحمل من رسالة سامية حول الحب والحكمة والحياة.
