كانت أجاثا كريستي، المولودة في 15 سبتمبر 1890 في توركواي، ديفون، جنوب غرب إنكلترا، واحدة من أشهر كتاب القرن العشرين. يُعرف عنها أنها باعت حوالي مليار نسخة من رواياتها باللغة الإنكليزية وحدها، مع بلوغ رقم البيع العالمي حوالي أربعة مليارات نسخة، مما جعل منها ثاني الأكثر مبيعاً بين المؤلفين بعد ويليام شكسبير.

نشأت كريستي في عائلة ميسورة الحال من الطبقة المتوسطة، وكان لها أبو أمريكي وأم بريطانية. رغم تلقيها التعليم المنزلي في طفولتها المبكرة، التحقت بمدرسة الفتيات في توركواي بين عامي 1902 و1905 قبل الانتقال لدراسة اللغة الفرنسية في باريس لمدة خمس سنوات. هذا التعرض الثقافي الواسع ترك بصماته واضحة على أدبها لاحقا.

بعد مشاركتها في جهود الرعاية الصحية أثناء الحرب العالمية الأولى، اكتسبت معرفة واسعة حول المواد التسممية والتي استخدمتها بكفاءة كبيرة في كتابة رواياتها. بدأ نجم كريستي الأدبي عندما نشر كتاب "قضية ستايلز الغامضة" عام 1920 والذي فتح الباب أمام سلسلة طويلة من الأعمال البوليسية الناجحة مثل "موت فوق النيل"، "جريمة في قطار الشرق"، و"ثم لم يبق أحد".

تشتهر كريستي بشخصياتها المعقدة وأساليبها الدراماتيكية للكشف عن الجرائم والمعروفة باسم "غموض المسدس". كانت لديها قدرة فريدة على رسم صور حية للشخصيات والمواقع مما زاد من جاذبية أعمالها للقراء حول العالم. غالبًا ما كان التركيز على تحليل الشخصية شرط أساسي لحل ألغاز الجريمة كما فعل محققوها الشهيران - هرقل بوارو والآنسة ماربل.

في نهاية المطاف، تُعتبر حياة كريستي وكثير من أفكارها مصدر إلهام لفهم جمال وأهمية قوة الخيال في خلق عالم افتراضي محفوف بالمخاطر والعاطفة والقانون والنظام.