ولد الشاعر العُماني الراحل عبد الله بن خميس بن محمد البردوني عام 1917 م في قرية "البلوش" الواقعة ضمن محافظة ظفار جنوب سلطنة عمان. نشأ نشأة بسيطة وسط أسرة عربية تقليدية، الأمر الذي ترك بصمة واضحة في شعره لاحقا. منذ صغره, برزت موهبته الشعرية حتى أنه بدأ بتأليف القصائد وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره فقط.

كان للبردوني اهتمام كبير بالقراءة والتعمق في تراث العرب الشعري القديم والحديث مما ساهم بشكل كبير في تشكيل رؤيته الفنية وطريقة نظمه للأبيات. اتسم شعر البردوني بالواقعية الاجتماعية والنقد السياسي للمحيط العربي خلال فترة ما بعد الاستقلال واستقلال العديد من البلدان العربية عن الحكم الأجنبي. تناول مواضيع مثل الحرية والكرامة الإنسانية مستوحياً منها قصائده التي حملت هموم وطموحات أمته.

من أشهر دواوينه ديوان "الحقيبة"، والذي يضم مجموعة من القصائد التي تعبر عن مشاعره الوطنية والقومية تجاه الوطن والعروبة. كما كتب مسرحيات شعرية مثل "الأندلس", وهي دراما تاريخية تجمع بين عناصر الخيال والمأساة التاريخية للشعب الأندلسي أثناء خروجهم من شبه الجزيرة الإيبيرية تحت حكم المسلمين. هذا بالإضافة إلى العديد من الأعمال الأخرى ذات القيمة الثقافية والفكرية العالية والتي جعلت له مكانة مميزة ضمن معجم الشعراء العرب المعاصرين.

توفي الشاعر الجليل عام 1982 تاركا خلفه إرثا أدبيا ثريا يجسد روح النضال والإبداع لدى الشعب العربي عموما والشعوب المستضعفة عبر العالم الإسلامي خصوصا. إن حياة ومآثر عبد الله البردوني تعد مصدر إلهام لكل عاشق للحرف العربي وللحلم بوطن حر مستقلا.