في رحلة الحياة، يشكل الزواج رابطاً مقدساً يجمع بين روحين، ويضيء درب الحياة الزوجية بالمحبة والتسامح والدعم المتبادل. إن الشعر العربي القديم والمعاصر قد احتفى دائماً بهذا الرباط العظيم، حيث شكلت القصائد المرآة التي تعكس المشاعر الغامرة للأزواج تجاه بعضهم البعض. وفيما يلي مجموعة مختارة من هذه القصائد التي تتحدث بصمت عن الجميلات والعواطف النبيلة التي تضج بها حياة الأزواج.

1. "يا حبيباً زُرتُهُ في المنامِ" لأبي نواس:

هذه القصيدة هي شهادة على عمق الحب والرغبة في رؤية الأحباب حتى في أحلام الدنيا الفانية. يقول الشاعر: "يا حبيباً زُرتُهُ في المنامِ/ كأنّي قَدْ رأيتُهُ مِن مُحال"، مؤكداً بذلك الرغبات القلبية الصادقة نحو الحبيب.

1. "البيت" لخليل مردم بك:

في هذا البيت الشعري البسيط والمؤثر، يعبر الخليل مردم بك عن وفائه وحبه الدائم لمن يحب: "والذي أحياني حين أبصرتني/ وأبقاه وجعل لي منه عوناً". هنا، يستعرض الشاعر أهمية وجود الشخص المحبوب كمساند ومعين له طوال حياته.

1. "الشوق إلى محبوب" لجبران خليل جبران:

يلقي جبران نظرات مثيرة للهموم والشوق المستمرة عبر مسافات طويلة من الفراق في قوله: "شوَّقتُ إليكَ كما تشوقتَ إِلَيَّ/ وللحظِّ لعنةٌ إذا هو لم يصلْ". وبالتالي، فإن هذا النص يصف حالة الشوق والقرب الروحي الموجود دائمًا بين الأزواج مهما كانت المسافة جسديًا.

1. "الحياة الزوجية" لسعد الله ونوس:

يقدم لنا سعد الله ونوس رؤيته للحياة الزوجية باعتبارها ملعبًا للمحبّة والاحترام المتبادل، قائلاً: "الحبُّ ليس فقط قولًا جميلًا/ بل فعل أيضًا.. فعل يقوم عليه أساس كل بيتٍ وزوج". وكلمة واحدة تكشف سر نجاح العلاقات الزوجية – العمل معا جنباً إلى جنب وتقديم تنازلات متبادلات بدلا من مجرد القول.

1. "أيها الصباح" لنزار قباني:

نختتم بمقطع مؤثر من شعراء القرن العشرين، نزار قباني، والذي يصوّر الصباح بوصفه بداية جديدة لكل يوم جديد مليئ بالإمكانيات الجديدة بالنسبة للأزواج لإعادة اكتشاف حبهم مجددًا: "يا صباحَ العمر!/ يا أولادي الثلاثة/ يا رجائي الوحيد!". إنه دعوة للاستيقاظ اليومي واستقبال الفرصة الثانية لتغذية نار الحب داخل قلوب زوجينا العزيزة.

إن هذه الاختيارات للشعر توضح مدى ثراء اللغة العربية بالأعمال الأدبية التي تستحق الاحتفال بالحالة النفسية الإنسانية الخاصة التي تمثلها علاقة الزواج. فهي تنقل جمال الصدق العميق والحميمية بين محبتي كالوردتين المنفتحتين تحت أشعة الشمس الدائمة - حقيقة بارزة ومصدر إلهام خالد للنفس البشرية جمعاء منذ القدم وحتى عصرنا الحالي.