الشعر الشعبي العراقي، وهو تراث فني غني يعكس تاريخ وثقافة الشعب العراقي. هذا النوع الأدبي يعتبر مرآة تعكس مشاعر وأحاسيس الأجيال، ويحمل بين طياته قصصاً وأشعاراً تناقلتها الألسنة جيلاً بعد جيل.
في العراق، منذ القدم، كانت القصائد والأدعية جزءاً أساسياً من الحياة اليومية. الشيوخ كانوا يحفظون هذه الأعمال الفنية الشفهية ويتوارثونها للأطفال والشباب كجزء من تعليمهم وتوجيههم الأخلاقي والثقافي. الشعر الشعبي هنا ليس مجرد كلام ينظم على وزن معين؛ بل هو حياة، هو تجربة، هو صوت الجماهير الغير مسموع.
من أشهر أنواع الشعر الشعبي في العراق "الحداء"، وهي نوع من الرثاء يتم فيه استخدام الموسيقى التقليدية لإبراز حزن المغنى أو فرحته. أيضاً هناك "المديح"، والذي يستخدم لتعظيم شخص ما أو شيء ما، و"النبطي"، وهو شعر موزون يتناول مواضيع مختلفة مثل الحب والحرب والحكمة.
إن جمال الشعر الشعبي يكمن أيضا في قدرته على الارتباط بالواقع الاجتماعي والتاريخي للعراق. فهو يعبر عن أحلام الناس وآلامهم، ويروي بطولات ومآسي التاريخ المحلي. وبالتالي، فإن دراسة هذا الفن يمكن أن توفر نظرة ثاقبة حول المجتمع والقيم التي شكلت الثقافة العراقية عبر القرون.
وفي الوقت الحالي، رغم تحديات الزمن والتقنيات الحديثة، لا زالت أغاني القلب العراقي تتردد بحرفية عالية بين الأجيال الجديدة، مما يؤكد على الدوام التأثير الكبير للشعر الشعبي على الهوية الوطنية العراقية.
