في حضرة المُعلّم: ترجمة حبّ وأمانة عبر الشعر العربي

بين دفتي الكتاب تعلمتُ الحرفَ والأحرازْ، وفي عينيه المنيرتين رأتْ النفسُ الضياءَ والنُّور. كم قد رسم المعلمُ طريق الفجرِ لنا! كيف أشاد بكل حرفٍ وجعله

بين دفتي الكتاب تعلمتُ الحرفَ والأحرازْ، وفي عينيه المنيرتين رأتْ النفسُ الضياءَ والنُّور. كم قد رسم المعلمُ طريق الفجرِ لنا! كيف أشاد بكل حرفٍ وجعله درباً يهدينا نحو العلا! هكذا هو عالم الشاعر الغامر بحبّه للمعلم، يكشف زواياه الخفية ويستعيد ذكريات الطفولة الأولى مع هذا القديس الصامت.

إن للشعر قدرة سحرية على إبراز الجمال الإنساني وتقديره؛ فهو كالريح العاطفة التي تحمل كلمات الثناء والإعجاب إلى العالم الخارجي. فكيف يمكن تخيل مدرسة بلا معلم؟ إنه مكان فارغ بلا حياة تُشكل النفوس وتحكي أسرار الزمن. إنها تلك الشخصية الرائعة التي تجتمع فيها كل المواهب والصفات الحميدة -صبرها وجلالتها وحنانها وحكمة أدائها لها جميعاً- فهي تستحق أكثر من مجرد مديح وشكر بسيطين.

إن "الشعر عن المعلم" ليس فقط تعبيرًا عما نراه بل أيضًا انعكاس لما نشعر به تجاهه حقًّا. فهو يعبر عن عمق مشاعريتي الجميلتين اللتان خلقتا في قلبي عندما دخلت باب مدرستي لأول مرة وبنظرات الترقب والحماس كانت عيني تتجه نحوه طوال الوقت أثناء القراءة والتدريس والسؤال والاستجابة المتبادلة بين يديه وضحتي الصغيرة آنذاك. هذه اللحظات لن تمحوها الأيام مهما بعدت المسافة وزادت السنوات لأن ذاكرتها محفورة لدى الجميع ممن تلقوا العلم والعظة المستمدة منه مباشرةً كما هي محفوظة لدفتر الأحلام والعزيمة.

أحياناً نعتبر المعلمين صنّاع الحياة الجديدة للذات البشرية إذ يرسمون لوحة إنسانية نابضة بالحياة مليئة بالألوان المختلفة لثقلها الدلالي وتعقيداتها الجميلة والتي غالباً ما تنبع من التجربة الواقعية نفسها وليس فقط النظريات الجامدة التي تقدم للأجيال الواعدة دون روح حقيقية تدفع بها لذلك الاتجاه الصحيح والممتاز لاحقًا بالممارسة العملية المثمرة. إن دور المعلمين مركزي جدًا لأنه وإن كان البعض سيصبح مهندسين وغيرهم رسامين وفناني تشكيل ومبتكرين إلخ.. إلا أن جميع هؤلاء سيكون مديونًا بالفضل لهم ولإنجازاتهم الأكاديمية والمعرفية الأخرى المتنوعة الأخرى كذلك. فلولا ذلك الدعم اللوجيستيكي المحسن بشأن البحث والتخطيط والإرشاد لما وصل الإنسان الحديث للحالة الإبداعية الرشيقة التي يتمتع بها اليوم وسط مجالات تنافسية شرسة ومعارضة شديدة المقاومة.

وفي ختام حديثي هنا، دعونا نتذكر دائمًا بأن ثمة تقدير وعرفان كبير لطاقم التدريس والذي يعد أساس بناء مجتمع متكامل يستند لقيم راسخة ومتينة مبنية علي احترام الآخر واحترام الذات أيضا مما يقود بشكل طبيعي لسعادة عامة داخل المجتمع المدني نفسه خارج حدود الفصل الدراسي الخاص بهم وهم بذلك يساهمون بنسبة كبيرة جدا لإحداث توازن شامل لكل جوانبه المؤثرة بسلوك الأفراد داخله وخارج حدود الوطن الأم ذاتها لتكون صورة الدول الحديثة الناجحه سعيدا ومميز بطابع خاص تماما مثل رائحة عطر مستخلص من زهورا نادره تكسو وجه الطبيعه الخلاب عندنا العرب بكثافه بجوار الصحراء الشاسعه والبحر الهائجة أمواجَه الرغاوية البيضاء . وهذا ليس فضلٌ صادر وفق رأيي الشخصي ولكن تأكيد علمي مثبت بإحصائيات صادقة وثابتة منذ قرون مضت حتى وقت كتابة هاته الفقرات الأخيرة ضمن جوهر مقالي الأخاذ حول شخصية جديرة بالإعتبار وهي بالفعل تستحق الكثير والكثير.. شكرا لكم معلمونا الأعظم !!


زهور بن زروق

7 ब्लॉग पदों

टिप्पणियाँ