- صاحب المنشور: آمال القروي
ملخص النقاش:
تدور نقاشات هذا المنشور حول قضية حساسة تتعلق بعلاقة الإنسان بالتكنولوجيا وأثرها البيئي. تبدأ آمال القروي بإطلاق الشرارة عبر طرح سؤال مهم "هل نحن حقاً بحاجة إلى المزيد من التكنولوجيا؟". فهي ترى أن التركيز يجب أن ينصبُّ على إعادة النظر بقيمة الأمور التقليدية وإعطائها الأولوية مرة أخرى بعد سنوات طويلة من الاعتماد الزائد على العالم الرقمي.
يتعاطف ملاك الشرقى بشدة مع هذه النظرة، مؤكدًا على ضرورة إعادة تقييم البعد الأخلاكي للتكنولوجيا وكلفة استخداماتها. ويضيف بأن الطابع الذاتي للاستدامة الذي تتمتع به التقنيات القديمــة يستحق أيضاً مزيداً من الدراسة.
من جهتها، تشجع فادية الصالحـي على البحث عن أرض وسطٍ بين تقنيات القرن الواحد والعشرين واستدامة الحياة الطبيعية. فهي تجادل بأنه بينما يُمكن تنظيم الإنتاج والتوزيع التقني بصورة أكثر اخضراراً، إلاَّ إنه من الخطأ الوقوف ضد التطورات العلمية برمتها.
على الرغم مما تقدم، يتفق كزيري الفاسی بسليقته معه، موضحاً أن الهدف الأصلي لم يكن هجر المجالات المعرفية كافة وإنما العمل على تحديث ما لدينا حاليًا وفق المواصفات المناسبة لحماية البيئة وعدم تفويت فرص الثورة العلمية.
وتشارك سلمى الصمدي نفس الرأي بشأن تنظيم عمليات التصنيع والمعرفة الخاصة باستخدام التقنيات بكفاءة أعلى وبالتالي تشكيل تحولات مفيدة في عصر يهيمن عليه عامل السرعة والسعي وراء الجديد دوماً. هنا تدخل ساراه ابن زيدان ببسط حجتها الخاصة فتشدد على كون نهج تطوير القطاعات التقنية القائمة هو الطريق الأنسب للمضي قدماً ضمن ضوابط صارمة تلزم جميع المؤسسات بمراعاة الآثار الضارة المرتبطة باستعمال هذه الوسائل الأخيرة والتي تصل ذروتها عند تجاهلها الكامل لقضايا الصحة العامة والكوكبية.
وفي نهاية المطاف، يمكن تلخيص النقاش الرئيس فيما يلي: يجب توخي الوضوح حول طبيعة العلاقات التبادلية بين البشر وعناصر الطبيعة وكذلك بين التطبيق العملي للعلم والنظم السلوكية المختلفة داخل مجتمع معاصر متعدد الثقافات ومتنوع اجتماعياً واقتصادياً وثقافيًا كذلك. ومن ثمّه اقتناعهِ ذاتياً بثمرية اتخاذ قرارات مدروسة تصبو نحو تعزيز نموذج مجتمع أكثر عدالة وانفتاحاً واحتراماً لقدرات الجميع وقدرات كوكب الأرض أيضاَ ، وهذا يعني إعادة تعريف ماهية الغاية القصوى للإنجازات الإنسانية وماذا تمثل للقيمة ولاستهلاك موارد الدنيا بأسرها اليوم وغدا ولأجيال المستقبل لاحقان بها ايضا .
