دور التقنيات الحديثة والتكامل الاقتصادي في تعزيز عملية العولمة

تلعب عوامل عدة دوراً محورياً في تشكيل وتيرة العولمة التي شهدتها السنوات الأخيرة. وفي مقدمة هذه المؤثرات يأتي تقدم تكنولوجيا الاتصالات والنقل المتسارعة

تلعب عوامل عدة دوراً محورياً في تشكيل وتيرة العولمة التي شهدتها السنوات الأخيرة. وفي مقدمة هذه المؤثرات يأتي تقدم تكنولوجيا الاتصالات والنقل المتسارعة، والتي تعمل كمحرك رئيسي للعولمة بتيسير الحركة البدنية للأشخاص والبضائع والمعرفة والثقافات حول العالم. إن ثورة تقنية المعلومات، بدءاً بالإنترنت عالي السرعة وصولاً إلى شبكات التواصل العالمية الفائقة السرعة، ساهمت بصورة غير مسبوقة في سرعة الانتشار وانتشار الظواهر والعلاقات الجديدة على مستوى الأرض ككل.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن ظهور شركات ضخمة ذات طابع عالمي وعبر الحدود الوطنية يعد أحد أهم تداعيات الثورة التكنولوجية. إذ مكَّنت القدرة المُحسنة لتبادل البيانات والأدوات البرمجية عن بعد – مثل التجربة الناجحة للعمل عن بُعد أثناء جائحة كورونا - العديد من المنظمات والشركات من إدارة الأعمال التجارية بكفاءة بغض النظر عن موقع السلطة المركزية لها. يكمن جمال هذه العملية أيضًا في قدرتها على تحسين الإنتاجية والجودة والكفاءة التشغيلية لشحن واستقبال المنتجات الخدمية والمادية بما يناسب احتياجات سوق عالمي واسع ومعقد للغاية ويتزايد يومياً.

كما يمكن القول بأن حرية حركة رأس المال تلعب دورًا حاسمًا آخر في خلق ديناميكيات جديدة لديناميكية السوق العالمي الجديد. فإمكانية انتقال رؤوس الأموال عبر الحدود السياسية تجذب اهتمام المستثمرين للتوجه نحو آفاق جديدة للاستثمار مما يخلق فرص عمل ويحفز إنشاء مؤسسات محلية محتملة للنمو السريع ليصبح بعض منها مستقبلاً كيانات عالمية كبيرة تمتد امبراطوريتها لأكثر من بلد واحد ولها مصالح واتصالات متداخلة داخل وخارج المنطقة الجغرافية الأصلية لها. وبالتالي تمثل كل تلك العمليات مجتمعة الدينامية الرئيسية التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشرعلى منظومة العولمة بأبعادها المختلفة سواء فيما يتعلق بالتبادل التجاري الحر للحاجيات والمنتجات الإنسانية أو تبادل المعارف والفكر والثقافة البشرية .


ناديا الجبلي

8 Блог сообщений

Комментарии