تقع مدينة تقرت جنوب البلاد الجزائريّة بين ولايتي غليزان وسيدي بلعباس، وهي تعتبر واحدة من أجمل المدن التاريخيّة في البلاد. تتمتع المدينة بتراث ثقافي متنوع يعكس تاريخها الغني والمتنوع. هذا التنوع الثقافي مرئي بشكل واضح في معمارها القديم وأسواقها النابضة بالحياة وتقاليد سكانها المحليين.
أول ما يلفت الانتباه عند زيارة تقرت هو حصنها القديم الشامخ فوق تل مرتفع. تم بناء هذه الحصون منذ العصور الوسطى كجزء من نظام دفاع محكم ضد الغزوات الخارجية. اليوم، يمكن للزوار استكشاف أسواره ومعابرها القديمة التي توفر إطلالات خلابة على المنطقة المحيطة.
بالإضافة إلى ذلك، تضمّن تقرت العديد من المساجد الجميلة ذات الأنماط المعمارية الفريدة، مما يشهد على دور الدين القوي في حياة المجتمع التقريتي. مسجد سيدي عبد الرحمان بن خدة الشهير يعتبر واحد من أهم المعالم الدينية في المنطقة ويجذب الزائرين ليس فقط لأهميته الدينية ولكن أيضًا لجماله الهندسي الرائع.
لا تنتهي جاذبية تقرت عند حدود المواقع التاريخية والدينية فحسب؛ فهي تحتضن أيضا مجموعة كبيرة ومتنوعة من الفنون والحرف اليدوية المحلية. يُشتهر السكان المحليون بطقوس صنع الجلود وصناعة الحرير الطبيعي وغيرها الكثير مما يجعل تجربة التسوق هنا أكثر متعة وإثارة للاهتمام.
فيما يتعلق بالطبخ، تعد تقرت موطنًا لمجموعة واسعة من الوصفات الشعبية التي تعكس مزيج الطابع الفرنسي والتقاليد العربية الأصلية. بعض أشهر المقبلات تشمل "البياض"، وهو نوع من البيتزا الرقيقة المغلفة بالمكونات المختلفة مثل الجبن والخضروات والأشكال الأخرى المحببة للسكان المحليين والعالميين كذلك.
وأخيراً وليس آخراً، فإن المناظر الطبيعية الخلابة حول مدينة تقرت تستحق الاستكشاف أيضاً. تضم مجموعة متنوعة من البيئات بدءاً من الجبال الشاهقة وحتى الواحات المثمرة والجداول الصغيرة الجارية والتي كلها تساهم جميعها في جمال وخصوصية هذا المكان الخاص والمهم بتاريخ وثقافة منطقة غرب الجزائر الكبيره .
