مدينة الخرطوم: تاريخها ومعالمها العمرانية الغنية

تعد مدينة الخرطوم، عاصمة دولة السودان، واحدة من أكثر المدن تنوعًا وحميمية في منطقة القرن الأفريقي. تقع هذه المدينة الاستراتيجية عند ملتقى نهري النيل ا

تعد مدينة الخرطوم، عاصمة دولة السودان، واحدة من أكثر المدن تنوعًا وحميمية في منطقة القرن الأفريقي. تقع هذه المدينة الاستراتيجية عند ملتقى نهري النيل الأزرق والنيل الأبيض، مما جعل موقعها ذا أهمية جيوسياسية منذ آلاف السنين. يرجع تاريخ تأسيس الخرطوم إلى القرن التاسع عشر عندما أمر الخديوي المصري محمد علي بإعلانها مركزًا للإدارة العسكرية للجيش المصري خلال حملته للاستيلاء على السودان. وقد تم اختيار الموقع الرئيسي لهذه المدينة الجديدة بسبب سهولة التحكم وجودة التربة المناسبة لبناء الدفاعات والقلاع الحصينة.

تشهد الآثار القديمة الموجودة داخل حدود الخرطوم اليوم على ثرائها الثقافي والتاريخي. فمنذ البداية، كانت المدينة مزيجًا ثقافيًا غنيًا يعكس نفوذ حضارات مختلفة مثل تركيا والإنجليزية والتركية وغيرها. يمكن رؤية هذا التنوع بشكل واضح في معماريتهم المذهلة؛ فالقباب التركية الجميلة والتي شيدت في بداية فترة الاحتلال التركي - خاصة تلك الواقعة بالقرب من ميدان "أبو جنزير" وسط المدينة - هي شاهدة على قوة الدولة العثمانية آنذاك. كما تعد مقابر القادة الأتراك بما فيها قبر المؤسس المؤسس للمدينة "عثمان بيرنجي"، جزءًا حيويًا من تراث الخرطوم التاريخي.

إلى جانب مواقعها المهمة تاريخيًا، تتميز الخرطوم أيضًا بمجموعة رائعة من المعالم السياحية المعاصرة والبنى التحتية الحديثة. تضم العاصمة عددا كبيرا من المتاحف الرائعة، بما فيها متحفا البلد الأمثل والمتحفي لتاريخ الطبيعة اللذين يحظيان بشعبية واسعة محليا ودوليا لما يحتوينهما من قطع نادرة وأعمال علمية متميزة تغوص بجوار الزائرين عبر حقب زمنية مختلفة بدءًا بالعصور الأولى وحتى الحقبة الحديثة. أما بالنسبة لمساحات الرخاء والأماكن العامة فقد شهدت تطورات هائلة في العقود الأخيرة حيث تمت إضافة مناطق جذب جديدة متنوّعة تلبيه جميع الاحتياجات الاجتماعية والثقافية للأهالي المقيمون والقادمون بغرض الزيارة للعاصمة الخرطوما .

تنقسم إدارة إدارة مدينة الخرطوم حاليا لنظام تقسيمات اداريه جديد يشكل شبكة منظمة ومفصلة تتكون أساسا من ست مجموعات اداريه مستقله لكل واحده منها وظائف خدميه خاصه بها مصمم لتحقيق أعلى مستوى ممكن من الخدمات المقدمه لسكان المحافظهوهذه التقسيمات الادارية الخمس هى : الوحدتان الاداريتان فى الشمالوالجنوب ،والغرب ،والوسط ،بالإضافة إلى منطقتَيْـ سوبر والشهدائ بالإضافة كذلك لمنطقة الأشجار(شجر)الإدارية وهكذا تصبح هذه المناطق المركز الرئيسي للخدمات الحكوميه والمدارس والمستشفيات وكل انواع المنشئات المجتمعيه الاخرى الهامه .

إن عمق وجمال هذه الثقافات المتنوعة يجتمعان تحت سقف مجتمع نابض بالحياة ويؤكد دوره كمؤسسة رائدة تجمع بين الماضي الجميل بالحاضر الدافئ المستقبلي المبهر !


طلال بوهلال

9 مدونة المشاركات

التعليقات