مدينة لاهاي: مركز عالمي للحكم والإدارة والاقتصاد

مدينة لاهاي هي ثاني أكبر مدن هولندا من حيث المساحة، حيث تغطي نحو 100 كيلومتر مربع. رغم أنها ليست العاصمة الرسمية للهولند، إلا أن موقعها الاستراتيجي وأ

مدينة لاهاي هي ثاني أكبر مدن هولندا من حيث المساحة، حيث تغطي نحو 100 كيلومتر مربع. رغم أنها ليست العاصمة الرسمية للهولند، إلا أن موقعها الاستراتيجي وأهميتها السياسية جعلتها تلعب دوراً محورياً في الحياة الوطنية والدولية. يوجد بها مقر الملك الهولندي وولي العهد، بالإضافة إلى العديد من الوزارات والمرافق الحكومية الرئيسية مثل المحكمة العليا والمجلس الدولي للعدالة وحقوق الإنسان. وهذا يعكس مكانتها كمركز دولي لتعزيز العدالة والاستقرار العالميين.

تشكل لاهاي جزءًا من المنطقة الحضرية "راندستاد" مع مدينة أوتريخت. تضم هذه المنطقة أكثر من مليون ساكن حسب آخر تعداد سكاني أجري عام ٢٠١٤ ميلادي. وقد ساهمت تاريخها الغني والمعالم الفريدة بتكوين ثقافة فريدة لهذه المدينة النابضة بالحياة. أحد أشهر المباني الجديدة في لاهاي هو مبنى البلدية الحديث المصمم على يد المهندس الشهير ريتشارد ماير، والذي يحظى بإعجاب الكثيرين باسم "القصر الجليدي". أما متحف السلام فهو موطن لكثيرٍ من المؤسسات القانونية والحكومية الهامة بما فيها محكمة الأمم المتحدة لقضايا حقوق الإنسان ومنظمة المؤتمر الخاص بالقوانين الانسانية وغيرهما كثيرٌ مما يجعلها واحدة من الوجهات المثالية لعشاق الثقافة والحريات الإنسانية حول العالم.

بالإضافة لذلك، تعدّ مدينة لاهاي قوة اقتصادية رائدة خارج امستردام. فهي محاطة بغالبية الشركات والشركات متعددة الجنسيات الرائدة في مجالات التأمين مثل شركة إيغون وشل وشركة أب إن وكذلك سكيلمبرغر المصرية الشهيرة بخدماتها البترولية المتكاملة . ولا يمكن تجاهل دور المدينة كمكان هام لاستضافة الأحداث التجارية الدولية المختلفة سواء كانت تلك مؤتمرات تسويقية أو مهرجانات تقنية متنوعة وبالتالي تعزز قطاعات خدمة منتقاة كالبنوك والتأمين والتصنيعات الغذائية مثلاً. إنها حقاً تنضح بالنشاط الاقتصادي والثراء الثقافي عبر كل زاوية فيها!


صلاح الدين البصري

3 وبلاگ نوشته ها

نظرات