تزدان المنطقة العربية بعددٍ من البلدات والسواحل البديعة التي تحتضن تاريخًا غنيًا ومواقع طبيعية ساحرة، مما يجذب ملايين الزوار سنويًا لاستكشاف كنوزها المخفية ومعايشة ثقافتها الأصيلة. سنتناول هنا وجهتيْن عربيتين بارزتين - لبنان والإمارات - لنقف عند أجمل مواقعهما وأبرز معالمهما الثقافية.
فيلبنان، حاملة لقب "سويسرا الشرق"، تكمن جاذبيته في تنوع تضاريسها الأخاذة والمتناقضة ضمن حدود صغيرة نسبية. تعد مغارة جعيتا إحدى عجائب العالم الطبيعية الثمانية غير الرسمية، إذ تجمع بين روائع خلق الله عبر كهوفها الواسعة وشعابها الصخرية المهيبة. وفي الصيف، تحظى بإقامة مهرجانات موسيقية عالمية تضيف لمسات إضافية من رونق ودفء هذا الاستاد المفتوح للطبيعة. بينما توفر غاباتها المثمرة فرصة فريدة لكل من يرغب بمصاحبة البراري ويتوق لملامسة روح الحياة الريفية التقليدية هناك؛ فلا يفوت المرء زيارة الغابات المعروفة بأشجار الأرز الشهيرة التي تعتبر رمزاً وطنياً وعلمياً لهويتها الخاصة. كذلك يمكن استكشاف آثار مدينة صور التاريخية التي يعكس باطنها عمق تراث حضارتي البحر المتوسط وفينيقيا الفرعوني.
أما في الإمارات، فقد برعت بتحول مشهدها العمراني الرقمي إلى واحة متألقة للمرح والصخب العالمي. وباعتبارها ثالث أكثر المدن كثافة سكانيًا في منطقة الشرق الأوسط، فإن أبو ظبي وإمارة الشقيقة دبي بدورهما تحملان بصمة مميزة وسط هوس جنون ارتفاع المباني العملاقة والنور المتوهج ليلاً فوق سطح الأرض الصحراوي. لكن سرعان ما يشعر الزائر بأن حضنه الدافئ قد امتد حتى العاصمة المفعمة بالحياة، فالمدينة تبحث دومًا عن تحديث نفسها لتضيف المزيد من الانطباعات الجمالية عبر الأعمال الفنية الحديثة والعروض المسائية الملونة للألعاب النارية وغيرها الكثير مما يجعل منها مكانا مثاليا للعيش والعمل واستنشاق جو جديد تمامًا! إنها حقّا بلد الإنجازات المستقبلية الرائعة وملاذ الأفواج السياحية بحثا عن الضوء وسط قفار الظلال والجفاف البيئي حولها. ولعل جزيرة مريم مثال حي لإمكانيات استخدام الطاقة الشمسية والحفاظ على المناخ المحلي الأوروبى ذاته! ليس هذا فقط بل تمتلك البلاد أحد أشهر المواقع الفلكولوجيه الأكثر شهره وهو متحف Louvre Abu Dhabi الذي يعد نقطة انطلاق لأصحاب الطموحات وتعزيز فهمهم للسلوك الإنساني منذ نشأة الإنسان وحتى يومنا هذا بالإضافة إلى كون تلك الرياضة مهربا ممتعا لسكان المقاطعات الأخرى الذين يأملون بالوصول لهذه البلدة العزيزة عليهم ولكن بما إن خطوط سفرهم طويلة فنحن نتمنى لهم رحله آمنة مليئة بالإثراء المعرفي والمعرفي أيضًا أثناء عبور مرحلة انتقالِهم نحو دولة العلم والثقافة الأولى بالتقدم الآخذ فى التصاعد عاماَ تلو الآخر..
