يعدّ جسر لندن أحد أعرق وأشهر المعالم التي يمكن مشاهدتها عند زيارتها للعاصمة البريطانية. يعود تاريخ هذا الجسر إلى العصور الوسطى وبالتحديد القرن الثاني عشر الميلادي عندما تم بناء الجسر الحجري الأول عام 1176 تحت حكم الملك هنري الثاني. رغم أنه قد مر بأكثر من مرحلة إعادة بناء وتجديد خلال القرون التالية نظراً لتدهور الحالة الهيكلية له بسبب حركة المرور الشديدة والعوامل البيئية القاسية, إلا أنه ظل رمزاً للثبات والتراث الثقافي للمملكة المتحدة حتى يومنا هذا.
يتكون الجزء المركزي من الجسر الحالي والذي بدأ العمل فيه منذ العام ١٨٨٦ واستمر لمدة خمس سنوات تقريباً، وهو عبارة عن هيكل معدني ثنائي الطابق يحمل ثلاثة مسارات خصصت اثنين منها لحركة سير السيارات بينما يخصص الثالث لمشاة وعربات الخيل. من الجدير بالذكر أيضاً وجود برجين متماثلين يبلغ ارتفاع كل منهما حوالي ثلاثين متر فوق سطح نهر التايمز مما يعطي للجسر مظهراً فريداً ومميزاً بين جميع معالم العاصمة الأخرى.
بالإضافة لقيمة الجسر كمحور رئيسي لشبكة نقل المدينة الداخلية والخارجية، فهو أيضا مكان هام للأحداث الاحتفالية الوطنية والدينية مثل الألعاب النارية لعيد رأس السنة الجديدة ومعرض عيد الفصح السنوي وغيرها الكثير. كما يستخدم بكثرة كموقع تصوير لأعمال الأفلام والبرامج التلفزيونية بما فيها سلسلة مغامرات "شارلوك هولمز". بذلك يعد جسر لندن ليس مجرد ناقل للمرور بل مركز حياة وثقافة حيّة ومتنوعة داخل قلب واحدة من أكثر المدن ازدحاما وحضورا ثقافياً عالميًا وهي مدينة لندن.
