تعدّ مدينة الشروق أحد أهم معالم التطور العقاري والتخطيط العمراني الحديث في مصر، وهي جزء مما يعرف بـ "مدن الجيل الثالث". تقع هذه المدينة المثيرة للاهتمام داخل حدود محافظة القاهرة تحديدًا عند الكيلو الـ72 طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي. هذا الموقع الاستراتيجي يجعلها ملتقى حضري حيوي يحيط بها العديد من الأحياء والنطاقات السكانية الرئيسية الأخرى مثل هليوبوليس وبدر من الجانب الشرقي، والعاشر من رمضان من الناحية الشمالية الشرقية؛ بينما تمتد حدودها مع مناطق السلام والعاصمة الادارية الجديدة والعين السخنة جنوب غرب.

تم وضع حجر الأساس لهذه المدينة كجزء من رؤية شاملة تستهدف تنويع خيارات السكن وضمان قدرة البلاد على مواجهة تحديات متزايدة سكانية واقتصادية واجتماعية. وقد بدأت أعمال البناء بتوجيه مباشر ورعاية حكومية بهدف خلق بيئة عمرانية جديدة تتميز باتصال جيد بمختلف انحاء الجمهورية عبر نظام نقل حديث ومتكامل يشمل وسائل مختلفة سواء كانت عامة او خاصة . كما حرص المسؤولون عن تطوير مشروع "الشروق"على تركيب منظومات تحت أرضية عالية التقنية تضمن تدفق مياه صحية ونظيفة بالإضافة لحل مشكلات تصريف المياه المستعملة ومعالجة المخلفات المنزلية بما يعود بالنفع والفائدة لاحقا لمستخدمي المكان بعد اكتماله ويصبح مستقلا ذاتياً فيمايتعلق احياناً بإنتاج الطاقة الكهربية الذاتية واستخدام موارد طبيعية موفرة كالماء مثالا وليس حصراً بدون اطلاق مزيد سلبياته البيئية.

تساهم طبوغرافية المنطقة بحماية مجمع سكني قادر مستقبلاً لاستقبال أكثر نصف مليون روح وذلك وفق تقديرات الخبرة الهندسية قبل البدء بالأعمال التنفيذية فعليا! إضافة لما سبق ذكره فان وجود نشاط زراعي محدود أثبت نجاحه برغم الظروف المناخ غير المعتادة نوعا ما إلا انه يساهم أيضا بارضاء متطلبات الأمن الغذائي الخاصة بالسكان المقيمين داخله حاليا وجدد دخولا جديدا للأجيال القادمة بجوار مصنع صغير للغذاء مجهزة خصيصاً لأغراض التدريب العملية.

في النهاية تعد منطقة الشروق إحدى عجائب الفن المديني المهندسي المعاصر ، فهي تجمع بين الراحة والعمل وكافة عناصر الحياة الطبيعية ضمن تصميم عصري مفعم بالإبداع ليحققا لرعايا الوطن ما يرغبونه وينشدونه خلال رحلتهم اليومية للحصول على لقمة عيش كريمه وسط أجواء مليئة بالألفة والاستقرار الروحي والجغرافي كذلك...