- صاحب المنشور: سناء الهاشمي
ملخص النقاش:
في العصر الحالي الذي تتسم فيه العديد من الشركات بالتنوع الثقافي واللغوي، أصبح تعدد الثقافات في مكان العمل ظاهرة واسعة الانتشار. هذا التنوع يمكن أن يوفر مجموعة متنوعة من وجهات النظر الفريدة والمزايا الإستراتيجية للشركة، ولكنه قد يتسبب أيضًا في بعض التحديات. فيما يلي استكشاف لبعض هذه التحديات وكيف يمكن للمؤسسات التعامل معها بشكل فعال.
التحدي الأول: اختلاف القيم والثقافة المؤسسية
يمكن أن يؤدي فهم مختلف للقيم والأعراف الاجتماعية إلى تعارضات بين الأفراد من خلفيات ثقافية مختلفة. على سبيل المثال، قد تعتبر بعض الثقافات التواصل المباشر والتعبير الصريح عن الآراء أمرًا ضروريًا للتواصل الفعال، بينما قد يشعر الآخرون بعدم الارتياح لهذا الأسلوب وقد يفسرونه كعدم احترام أو عدوانية.
لتجاوز هذا التحدي، ينبغي على المؤسسات تشجيع الحوار المفتوح حول الاختلافات الثقافية وتوفير التدريب المتعلق بالثقافات المختلفة للجميع للتعرف على الأعراف والقيم الخاصة بهم. كما يجب وضع سياسات واضحة ومفهومة تركز على الاحترام المتبادل والتسامح.
التحدي الثاني: الاتصال الفعال
التواصل هو العمود الفقري لأي مؤسسة، ولكن عندما يعمل أفراد من خلفيات لغوية وثقافية متعددة معاً، فإن سوء الفهم بسبب اللغة والعادات المحلية يمكن أن يُحدث عوائق كبيرة أمام التواصل الفعال.
لحل مشكلة فقدان المعلومات بسبب هذه العقبات اللغوية والثقافية، يمكن للمؤسسات الاستثمار في خدمات الترجمة المهنية أو استخدام أدوات ترجمة آلية موثوق بها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تدريس دروس قصيرة عن كيفية اتخاذ خطوات بسيطة لتسهيل التواصل مثل استخدام أمثلة واقعية، وإعادة التوضيح، والاستفسار بشكل مستمر لفهم الرسائل بشكل أفضل وتقديم ردود أكثر دقة.
التحدي الثالث: بناء الثقة وبناء الفريق
في بيئات عمل متنوعة ثقافياً، قد يستغرق الأمر وقتا طويلا لبناء الثقة داخل الفرق الجماعية الجديدة حيث يوجد عدم معرفة سابق بأعضاء فريق جديد ربما كانوا جزءاً أصغر بكثير ضمن مجموعتهم الأصلية.
لكسر حاجز الانطواء وخلق جو حواري مفتوح مبني على الثقة، تستطيع المنظمات تنظيم نشاطات مشتركة تجمع بين أعضاء فرق متنوعين خارج نطاق الوظيفة الرسمية مما يعزز الروابط الإنسانية وتمكن الناس من رؤية جوانب غير معروفة سابقا بشأن خلفية كل منهم وظروف حياته خارج حدود الشركة. وهذا يساعد أيضاً على تقليل التحيزات التي غالباً ما تكون سبباً رئيسياً لاحتقان الشعور وعدم القدرة على القيام بتعاون مثمر بسبب اعتبار خصائص شخصية لدى شخص آخر بأنها ليست ذات قيمة نظرًا لما تم اعتباره خلال وجود الشخص الأصلي وسط دائرة اجتماعية محصورة تجانسوا جميعا داخلهـا فترة طويلة قبل انضمامه لمكان عمله الجديد ذي البيئة الغنية بالتفاعلات المتباينة بطبيعتها والتي تحتاج دوماً لرعاية خاصة حتى تؤتي ثمارها المثمرة المستقبلية بإذن الله عز وجل .
من الضروري الاعتقاد الراسخ بأنه رغم أهميتها الواضحة إلا أنها ليست نهاية الرحلة بل مجرد البداية نحو هدف أكبر وهو تحقيق نجاح شامل لكل فرد ومن ثم لمنظمة كاملة تحت سقف واحد بلا أي تفريق للحصول بجدارة على تاج شريك صنع تاريخ مليئ بالإنجازات المشتركة والفخر المقروء عبر صفحات سيرته عبر الدهور والأزمان الطوال إن كتب لها الدوام والإبداع المتجدد باستمرار!
