- صاحب المنشور: نجيب بن وازن
ملخص النقاش:
مع التقدم التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. سواء كان ذلك عبر مساعدين صوتيين مثل Siri أو Alexa، أو خوارزميات توصية على مواقع التجارة الإلكترونية، فإن الذكاء الاصطناعي له تأثير كبير ومباشر علينا جميعا. ولكن هذا التطور يأتي مصحوباً بمجموعة من القضايا الأخلاقية والخصوصية التي تستحق المناقشة الجادة.
**التحديات الأخلاقية**
من أهم التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي هي المسائل المتعلقة بالأخلاق والقيم الإنسانية. فكيف يمكننا ضمان أن القرارات التي يتخذها الذكاء الاصطناعي تتوافق مع قيم المجتمع وتجنب التحيز؟ مثلاً، إذا كانت الخوارزميات المستخدمة لتقييم طلبات القروض المصرفية مبنية على بيانات تاريخية غير شاملة تمثل مجموعات محددة فقط، فقد تؤدي إلى توزيع غير عادل للفرص المالية بناءً على العنصرية العرقية أو الجنسانية وغيرها. كما أنه هناك مخاوف حول استخدام الروبوتات في الأسلحة والمهام الحربية الأخرى، حيث قد تزيل هذه التقنيات الرعاية البشرية اللازمة لتحقيق السلام والأمان. بالإضافة إلى ذلك، يشكل الاستخدام الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي خطرًا محتملًا بشأن الوظائف - إذ يُخشى أن يؤدي هذا النوع من التكنولوجيا إلى فقدان الكثير من الوظائف التقليدية للمواطنين البشريين.
**تحديات الخصوصية**
بالانتقال إلى جانب آخر مهم وهو خصوصية البيانات الشخصية، نجد أن الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على كم هائل من المعلومات البشرية لاستخلاص النماذج والتوقعات الدقيقة. وهذا يعني أن الشركات وأصحاب المشروعات الكبرى لديهم قدر هائل من الوصول إلى تفاصيل يومك الخاص، والتي غالبًا ما يتم جمعها بدون علم المستخدم نفسه! ويطرح هذا الحقائق التالية: هل نحن مستعدون للتضحية بمعلوماتنا الخاصة مقابل الراحة والكفاءة التي توفرها لنا تقنيات الذكاء الاصطناعي؟ وكيف يمكن تنظيم توازن بين فوائد تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين وبين حماية حقوق الفرد الأساسية فيما يتعلق بحرية اختيار مشاركة معلومات شخصية حساسة أم لا?
إن الحديث هنا يدور حول تشكيل نظام قانوني دولي عالمي جديد يعالج هذه القضية الحديثة نسبياً ، والذي ينظم طرق تخزين واستخدام وتحليل وتحويل تلك الكم الهائل من المعلومات بطريقة آمنة وقانونية أخلاقيّة . إن فهم وتعزيز البدائل البديلة الضرورية لجعل الذكاء الاصطناعي يحترم الاحتياجات الأمنية والحساسة للمستخدم النهائي هو المفتاح لحماية المستقبل الرقمي الآمن لمجتمع مستقبلي أكثر ذكاءً واتصالاً وثراءً بالتقنية بلا شك !