• صاحب المنشور: شيماء بن شعبان
  
  ملخص النقاش:
  تنطلق هذه المحادثة حولهُ تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على النزاهة الأكاديمية، حيث تبرز ثلاثة آراء متباينة ومتكاملة في نفس الوقت. تبدأ شيماء بن شعبان بموضوعها الرئيسي بأن التكنولوجيا رغم كونها مؤازرة محتملة للنظام التعليمي، تحتاج إلى إرشادات صارمة ولوائح أخلاقية لمنع ظهور ثقافة "امتحانية" قصيرة المدى تضر بفهم الطلاب العميق للقضايا المطروحة.

تشارك أسيل البارودي وآرائها المتوافقة مع شاغل بداية الموضوع، مشيرةً إلى الخطر المحتمل للاعتقاد الجامح بتوفير حلول خارج السياق والتي تستبعد الإنجازات الشخصية للفرد مثل الاستقلالية والابتكار. وترى ضرورة التأكيد على القدرات الداخلية للطلبة عبر تكريس جهدهم لمهام متنوعة كالاستقصاء وتمحيص الأفكار. وبناء عليه، فإن الثبات الأخلاقي يتطلب تصميم سياسات تعليمية مدروسة تعمل كموجه لهذا الاتجاه الجديد.

من الجانب الآخر، يدعم الزبير الجوهري رؤية الجمع بين الاثنين: الحقائق الرقمية المتاحة جنباً إلى جانب الضبط الوثيق لأعمال الطلبة لحماية المصداقية العلمية. ويؤكد أيضاً قدرة الترسانة التكنولوجية إذا تم تنظيم استخدامها بصورة جيدة بإضفاء طابع ثري وغنى للمعارف المكتسبة عند الوصول لها. ويشدد هنا على احتمالات تحقيق إنتاجية أعلى وجودة تحصيل معرفي أفضل حينما يقترن التطبيق الحذق بالأدوات الرقمية.

وتضيف سلمى الزموري منظورها الخاص للأزمة الحاليّة المتعلقة باستغلال التقنيات بغرض التنصل من المعايير الأكاديمية الواجب اتباعها. فتشدد على الخطوة العملية المهمة الآخذة بعين الاعتبار وهي تقديم دروس تعليمية مباشرة لجمهور الشباب نسبيّاً حول طرق استخدام البرمجيات الجديدة بكفاءة وفق نهج يحترم المواصفات المعيارية المرتبطة بها أساسياً. وهكذا، ستكون لديهم فهماً كاملاً لكيفية إسراع سرعة سير عمليات البحوث فضلاً عن ترسيخ حس الرؤية الشمولية لما تمتلكونه من معلومات بعد الانتهاء منها.

وفي النهاية تقدم زكية الصقلي عرضًا لقضية ذات طبيعية مختلفة بعض الشيء مقارنة بالم diskussion السابق ذِكرها. فهي توجه اللوم عوضًا عنه ناحية روتين النظام التعليمي نفسه ليس إلّا بسبب انتشار ظاهرة المخالفات القانونية مستندين بذلك الأمر ضمن عوامل رئيسية قائمة أصلاً داخل مؤسسة التعليم نفسها ولا ترتبط ارتباط مباشراً بوسائل التواصل الحديثَّة المستخدمَة فيه. بل إن تغيير المنظومة برمتها باتجاه نظام مبنيّ على مكافأة العمل الشخصي والجهد المبذول بالإضافة لتحفيزهما المعدومة حاليا'- حسب قولها'- هي السبيل الأمثل للقضاء على أي اختلال ممنهج داخله فيما مضى ويعاني منه اليوم أيضا'.

ومن خلال هذا الجدال المستمر والمناقشة المضبوطة للشكل والمحتوى داخل المجتمع الرقمي ، يبدو واضحاً وجود اتفاق لبضع حقائق اساسية : الأوليات تتمثل بالحاجة ملحة للإصلاح المؤسسي العمومي لنظام التعليم العام وكذلك تأهيله وتزويده بطرائق مبتكرة لجذب انتباه الأطفال والشبان لفترةٍ طويلة بما يكفل لهم رعاية شاملة تساعد في تحقيق مستوى عالي من الاحترام للعلاقات البشرية المختلفة والقيم الاخلاق المفترضة لكل مجتمع متحضر . أما الثانية فقد ارتكزت حول أهميتها القصوى للدفع بخلق موقف ايجابي تجاه اعتبار المفاهيم النظرية والمعرفية كأساس ثابت لاختيار البدائل البدائية الأخرى الفارغة مما هو مفيد ومجدٍ أثناء رحلات الاكتشاف الذاتي الخاصة بكل فرد منهم .