التخطيط يعتبر عمودًا أساسيًّا في العمليات الإدارية، فهو الرابط بين الرؤية المستقبلية للأهداف والاستراتيجيات اللازمة لتحقيقها. يُعدُّ فهم غاية التخطيط ضروريًّا لأنواع متعددة من المنظمات؛ إذ يساعد في تنظيم الجهد وضمان التنفيذ الفعال للقرارات.
إحدى أهم أهداف التخطيط هي تبسيط العملية باتباع نهج واضح وموجز للأفعال المطلوب اتخاذها خلال فترة محددة. يساعد ذلك القادة على التركيز على أولوياتهم وتجنب الانحراف عنها. كما أنه يسمح بتقييم فعالية جهودهم بشكل منتظم، مما يساهم في اكتشاف وجبات التحسين بسرعة وبالتالي تعزيز الأداء العام للمنظمة.
بالإضافة إلى ذلك، يعدُّ التخطيط حاسمًا لإيجاد حلول للمشاكل التي قد تنشأ أثناء سير الأعمال. فبدلاً من التعامل مع الأعطال بصورة رد فعل، فإن امتلاك خطط احتياطية ومعروفة سلفًا يمكن أن يقصر وقت استجابة المنظمة ويقلل التأثير السلبي للأزمات غير المتوقعة.
وتبدأ عملية التخطيط عادة بوضوح هدف عام ورؤيتين مختصرتين لكل قسم داخل التنظيم. وهذا يشمل دراسة الظروف الخارجية المؤثرة مثل الاتجاهات التقنية والسياقات السياسية والقضايا الاقتصادية وغيرها الكثير، وذلك بغرض إعادة تصميم الخطط حسب الاحتياجات المتغيرة. بعد تطوير التصميم التفصيلي للتوجهات المستقبلية، يجري عرض تلك الأفكار للحصول على موافقات أعلى مستويات الإدارة ذات العلاقة. وبعد الموافقة النهائية، تبدأ مرحلة التطبيق والمراقبة المنتظمة للتأكد من مطابقة الأداء الواقعي للتوقعات المقترحة سابقاً بإعداد الخطة الأصلية. إذا لوحظ الاختلاف الكبير بينهما، فقد يتطلب الأمر إجراء مزيد من الدراسات وتعديلات جدیدة على الخطط المدروسة سابقا.
في ظل بيئة أعمال ديناميكية للغاية اليوم، أصبح التوقع بالمستقبل أكثر ازديادا تحديًا. إلا أن هناك العديد من المُؤشرات الخارجة عن سيطرة المنظمة ويمكن النظر إليها كتوجيهات تعمل كمكونات رئيسية في عمليات صنع القرار المرتبط بالتخطيط الأمثل للعمر المقبل للشركــة. فهي تضم مجالات كالابتكارات الهندسية المتلاحقة والمشهد السياسي المحلي والعالمي واتجاه السوق نحو الانتعاش أو الثبات والنمو الاجتماعي - الثقافي - الديني وكذلك توافر موارد بشرية وطاقة طبيعية مؤهلة للجباية واستدامة الاعمال التجارية لعشر سنين قادمة مثلا...الخ .
وفي الختام، فإن إدراك اغراض واضحة للتخطيط لن يؤدى فقط الى تقليل الروتين الزائد وإنما أيضا يعمل على خلق ثقافة عمل موحدة حول رؤية مشتركة تسمح بمزيد من المرونة أمام المخاطر المحتملة عند اقتراب نقطة الوصول الفعلي للنقطة التجربة المثلى لاستراتيجيات التدبير الادارية المعتمدة لدى مختلف أقسام ونقاط العمل داخل منظمتكم
