أسباب انهيار سد مأرب عبر التاريخ

في قلب اليمن، تحديداً عند جبال مأرب، كانت توجد واحدة من أعظم عجائب الهندسة القديمة - سد مأرب. هذا العمل المهيب، الذي يعود تاريخه إلى العام 1700 قبل ال

في قلب اليمن، تحديداً عند جبال مأرب، كانت توجد واحدة من أعظم عجائب الهندسة القديمة - سد مأرب. هذا العمل المهيب، الذي يعود تاريخه إلى العام 1700 قبل الميلاد، لعب دوراً محورياً في حياة مملكة سبأ. ولكن للأسف، لم يكن مصيره خالداً. هنا سنناقش الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انهيار هذا السد التاريخي.

التأثيرات الطبيعية والكوارث الجوية

الأمطار الغزيرة كانت أحد أهم عوامل انهيار سد مأرب. بحسب بعض المؤرخين والعلماء، فإن الأمطار الشديدة يمكن أن تفوق قدرة أي بناء بشري مهما كان قوياً. عندما تتجمع المياه خلف السد وتزيد الضغط عليه بشكل غير متوقع، خاصة إذا لم تكن هناك طرق فعالة لإعادة توجيه تلك المياه، فقد يؤدي ذلك إلى انهياره.

كما يُعتقد أيضًا بأن زلزالا مدمرة قد يكون له دور في الانهيارات الأرضية التي ربما ضربت المنطقة وقتذاك، مما أسفر عن انحراف مسار نهر بني هاشم تمامًا وإلحاق الضرر بالسدود المحلية بما فيها سد مأرب الكبير.

الاعتبارات البشرية والصيانة

جانب آخر مهم هو الجانب البشري. مع مرور الوقت، اختفى فن هندسة السدود السبئية التقليدية ولم يتم نقل المعرفة بشكل صحيح للأجيال التالية. كما واجهت أعمال الصيانة تحديات كبيرة حيث بدأت الفتحات الصغيرة في التزايد تدريجيًا مما سبب عدم الاستقرار الهيكلي للسدود بشكل واضح.

بالإضافة لذلك، تذكر الروايات الشعبية قصة الفئران التي قطعت حجارة السد باستخدام أسنانها الحادة، وهذاaspect ليس معتمد علميًا ولكنه يعكس مدى ضعف النظام البيئي حول السد وكيف تأثر بالحيوانات البرية المختلفة.

التداعيات السياسية والدينية

وأخيراً، ورد ذكر سد مأرب في القرآن الكريم ضمن قصص أهل الكتاب الذين عصوا أمر الله وهلكوا نتيجة لنقمتهم وثباتهم على خطاياهم. يقول الله عز وجل: "لقد كان لسبي في مسكنهم آية جناتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروه بل اعرضوا فأرسلنا عليهم سيلا العرم وبادلهم جناتهما جناتان ذات أكلة خمط أثل وشئ من سدر قليلا". يشير البعض لهذه الآية كنذير بوقوع كارثة طبيعية كتعبير عقائدي للتدمير الإلهي لعصاة الأمة.

بعد انهيار السد، توقفت العديد من المشاريع الزراعية المرتبطة بالنظام الري الذي يدعمه السد مما اضطر السكان للهجرة بحثاً عن أماكن جديدة أكثر استقراراً وزراعةً خصباً كالتربة الرملية المحاذية للنهر والتي بلغت مساحتها حوالي ١٠٠ كيلومتر مربع. اليوم مازالت آثار هذه الهجرة واضحة في خارطة التركيبة الاجتماعية والثقافية لمنطقة مأرب اليوم.


عاشق العلم

18896 Blog postovi

Komentari