العُدْلُ: جوهر الحكم الصحيح وحجر أساس المجتمع العادل

العُدْلُ مفهوم أخلاقي وقانوني عميق الجذور، يمثل إحدى ركائز بناء مجتمع سليم ومتماسك. يُعرَّف العدل لغويًا بأنه اعتدال وانحياز نحو الوسط، خاليٌ من إفراط

العُدْلُ مفهوم أخلاقي وقانوني عميق الجذور، يمثل إحدى ركائز بناء مجتمع سليم ومتماسك. يُعرَّف العدل لغويًا بأنه اعتدال وانحياز نحو الوسط، خاليٌ من إفراط أو تفريط؛ فاحتفظ دائمًا بموازنة متينة وعدالة مطلقة تجاه مختلف جوانب الحياة. وعلى الرغم مما قد تبدو عليه بعض التشريعات ظلمًا، فإن هدف العدالة النهائي يكمن في ضمان حرية الإنسان واستحقاقاته كاملة. يشير العديد من المفكرين والفلاسفة عبر التاريخ البشري إلى مكانة العدل الرفيعة كصفة أساسية للإقدام والوفاء بوعد الغد الأفضل.

وفق التعريف العام للعدالة، تسعى الدول دومًا لتحقيق حكم رشيد وعقلاني ينظر لكل مواطن كممثل للقانون والنظام. وفي حين تعد الوثيقة الرياضية لتلك المساعي الأدوار الرئيسية للأمم المتحدة وبروتوكولات جنيف وما شابههما، إلا أنها تبقى مجرد خطوط عامة لما يمكن اعتباره عدلاً أدبيًّا يوميًا في ظل تنوع الثقافات والصراعات الداخلية والدولية. لذلك، يصنف البعض مصطلحي "التسوية" و"إعادة التأهيل"، ضمن نطاق واسع اسمه "أنماطٌ مختلفة للعقوبات". إذ تؤكد التسوية على ضرورة ردع الجناة وتعزيز روح الشعب المعني واحترام سلطات الدولة، بينما تركز إعادة التأهيل أكثر على دمج المجرم مرة أخرى بسلاسة داخل المجتمع ونزع المشاعر السلبيّة عن تلك التجربة المؤلمة بالنسبة له وللعائلة أيضًا.

ومن الجدير ذكره هنا دور المنظمات الخيرية والحكومات نفسها بتقديم حلول عملية لحالات عدم تكافؤ الفرص الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين طبقات المجتمع المختلفة. فقد نجحت عدة ابتكارات رائدة مثل برنامج الضمان الاجتماعي الأمريكي وكيف أنه ساعد كثير من المواطنين الفقراء بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة. كما شكلت سياسات التعليم الحكومية ذات التعليم المجاني تغييرات هائلة في مستوى الوصول إليه وأثر عليه بحسب الدراسات العلمية الحديثة. ولا شك كذلك بإمكانيات تطوير آليات جديدة تستطيع مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين كالاقتصاد العالمي المتغير وشباب العالم العربي وما لديهم من طموحات عالية وفكرة متفاوتة حول ماهيتها.

إن مفهوم العدالة الاجتماعية يبقى مفتاح فتح أبواب مستقبل مشرق يسوده السلام والاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي. إنه المعيار الأنبل لنشر قيم الإنسانية العليا ترسخ جذورها بدعم شعبي عام كبير ويجد لها صدى في نفوس الجميع بلا استثناء بغض النظر عن اختلاف خصائصهم الذاتية - سواء كانوا رجال أم نساء وكبار أم شباب ومعاصرين لأحداث تاريخية مهمة وجامعين لهم تجارب فريدة للغاية! وفي نهاية المطاف، يتعلق الأمر بجسد واحد متحد أمام حقائق واقعية واضحة تشكل ملامحه صورة المملكة المثالية المثلى والتي نحلق نحوها بأجنحة الأحلام والأمل والبقاء ملتزمين بخدمتها ودفاعاتها مهما اختلفت درجات فعالية وسائل توصيل رسالتنا إليها باعتبارها مطلب حضاري راقي جمعينا طرف فيه بشريته أولوياته الأولى دائماً.


عاشق العلم

18896 ব্লগ পোস্ট

মন্তব্য