للإجابة على سؤالك حول كيفية حساب فارق التوقيت بين المدن، دعونا نتعمق أكثر في فهم أساسيات علم الفلك الجغرافي. يتم تقسيم سطح الأرض إلى نظام من خطوط الطول ودوائر العرض وفقًا لنظام متوافق عالميًا يعرف باسم "نظام غرينتش"، والذي يُعرف أيضًا بنظام غرينتش للمعلومات الجغرافية (GGRS).

الخطوط المرجعية الرئيسية:

يستند هذا النظام إلى نقطتين رئيسيتين هما:

1. خط غرينتش: وهو خط طول وهمي يمر عبر مرصد الملك الملكي بالمملكة المتحدة الواقع بالقرب من بلدة غرينتش جنوب شرقي لندن. وتم اختياره كخط مرجعي منذ اتفاقية عام 1884 خلال مؤتمر اتحاد البريد العالمي الثالث عشر المنعقد بلندن نفسها. ويُطلق عليه اسم "GMT" اختصارًا لكلمة Greenwich Mean Time وتعني بالتوقيق القياسي لمدينة غرينتش والتي تعتبر المحور الرئيسي للتوقيت الدولي الموحد حالياً.

يتم تعريف جميع المناطق الزمنية الأخرى بناءً عليها؛ فأي مكان يوجد شرق خط غرينتش سيكون لديه وقت لاحق عنه بينما سيسبقه ما يكمن غرب هذا الخط. لذلك فإن الفرق بالساعة الواحدة يساوي حوالي 15° جغرافياً. وهذا يعني أنه عندما تغرب الشمس عند خط غرينتش تكون قد طلعت بالفعل بعد ١٥ درجة شرقاً منه. وبالتالي يمكن اعتبار كل مدار قدره خمس عشرة درجة مساوياً لساعة واحدة من الزمن المحلي.

الحسابات العملية:

لتحديد اختلاف التوقيت بين موقعيين مختلفين على الكرة الأرضية، يمكنك اتباع الخطوات التالية:

* أولاً: احصل على قيم خطَيْ طولهما أحدهما الموقع الأول والآخر الموقع الثاني.

* ثانياً: اطرح قيمة أحد هذين الخطِّين من الآخر لتجد الفرق بالأميال البحرية (وهو الوحدة المستخدمة هنا نظراً لصغرها نسبيًا).

* ثالثاً: اقسم هذه النتيجة على 15 للحصول على تقدير تقريبي للفارق بالساعتين.

على سبيل المثال، تخيل مدينتي دبي والقاهرة اللتان تشتركان بنفس جهة النهوض ولكن بدرجة مختلفة نسبياً نحو الشرق. إذن ستكون القاهرة ذات توقيت أبكر بستٍ وثلاثينَ دقيقة عنها بحساب بسيط باستخدام المعادلة آنفة الذكر حيث أنها تبعد جغرافياً ثلاث وستين ميل بحرية فقط فيما تتقدم الأولى بثلاث وأربعون ميلا اضافية باتجاه الشرق مما يؤدي لوجود ست وعشرين دقيقة تفريق مفترضة إن صح التعامل بدون تمثيل رقمي مباشِر لها! وهكذا دواليك...هذه مجرد طريقة مبسطة لفهم الأمر الأكثر تعقيداً بكثير حين النظر إليه تحت ضوء علوم الرياضيات التطبيقية المتخصصة بتلك الأمور العلمية والأبحاث الخاصة بسلوك حركة دوران الكوكب وما ترتبط به من تأثير جاذبية الشمس وغيرهما مما يؤثر بشكل غير منظور ربما لعوام الناس الذين يهتمون عموما بفروقات التساع إلا قليلاً ممن شغلهم البحث الأكاديمي بهذا الشأن المُمتع معرفيًا ومناسبًا للاستطلاع العام رغم عدم سهولة الوصول للنصائح العامة حيال الترقب والحذر أثناء التنقلات الخارجية خاصة وأن الاستماع للأحاديث والمشاركة المجتمعونية تساهم كثيرآ في رفع الوعي الثقافي حول الموضوع وتدفع عجلة الحديث حول العديد من المواضيع المرتبطة ارتباطٱ جديا بجوانبه المختلفة سواءكانت اقتصاديا أم جيوسياسياأو تنمويا..والله ولي التوفيق