إحدى الظواهر التعليمية المثيرة للقلق بين المعلمين وأولياء الأمور هي ظاهرة فشل الطلاب. هذا الأمر ليس مجرد نتيجة لعوامل خارجية فقط؛ بل ينبع غالباً من مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية المترابطة والتي تتطلب فهمًا متعمقًا لحلها. دعونا نستعرض بعض الأسباب الرئيسية لفقدان الحافز الأكاديمي لدى العديد من الطلاب.
عدم الاستخدام الفعال للمهارات الدراسية:
يتمتع الطلاب عادة بالمهارات والقواعد الأساسية اللازمة لتحقيق التفوق الأكاديمي، لكن المشكلة تأتي عندما لا يتم توظيف هذه القدرات بطرق فعالة. قد يشعر البعض بالعجز أمام مطالب جديدة أو مختلفة، مما يدفع بهم نحو الشعور بالإحباط والعزلة بدلاً من البحث عن طرق مبتكرة لتطبيق ما يعرفونه بالفعل. تشجيع الطلاب على تنمية القدرة على التعلم المستقل واستخدام أساليب متنوعة للدراسة يمكن أن يعزز ثقة الفرد بنفسه ويساعده على تجنب الوقوع في شرك الأفكار المتحيزة حول "الإتقان" قبل حتى البدء بالتطبيق العملي لما تعلموه.
الخوف من الخطأ:
الثقة بالنفس أمر ضروري لإنجاز الأعمال الأكاديمية بكفاءة عالية. ومع ذلك، فإن رهاب ارتكاب الأخطاء - والذي يُعرف أيضًا برهاب الزلل ("Atychiphobia")- يعد سبباً رئيسياً لفشل الطلاب. يساهم هذا الرهاب في عزوف الكثير منهم عن طرح الأسئلة والحصول على المساعدة أثناء فترة التدريس الرسمي بسبب مخاوف غير منطقية بشأن ردود فعل الآخرين وردات فعلهم تجاه سوء فهم محتمل. ومن المهم تعزيز ثقافة الامتنان لعملية التعلم والتعامل مع التجربة باعتبارها فرصة لكسب خبرة قيمة وليس حدثًا لن تقبل فيه إلا الإجابات الجاهزة والصحيحة تمامًا منذ المحاولة الأولى وغير ذلك فهو يكشف للعالم ضعف مزعوم لديك!
نقص الدعم الاجتماعي:
تلعب بيئة المنزل ودوره الكبير داخل نظام التعليم المكتبي دور حيوي في مساعدتنا جميعاً على تحقيق نجاحات أكاديمية دائمة عبر مراحل الحياة المختلفة. فالأسرة القادرة والمخلصة والتي تقدم الدلال والدافع المناسبين تعتبر قاعدة أساس مهمة لكل طالب يحاول بناء حياة عملية قائمة أساساتها المنطق العلمي والمعرفة الثقافية الضخمة. وبالتالي، فإن افتقاد مثل هكذا شبكة دعم محلية يعمل ضد قدرة فرد واحد على مواجهة تحديات اليوم الحالي للغوص داخل عالم تعليمي مليء بالمهام القسرية والواجبات البيتية المكلفة بالإضافة لاحتمالية انهيار العلاقات الاجتماعية المؤقتة خارج حدود المدارس نفسها. وهناك جانب آخر مرتبط ارتباط وثيق بهذا الموضوع وهو دور معلمينا الذين يجب عليهم التحلي بالحماس والإيجابية ونشر الطاقة الإيجابية وسط صفوف طلابه منعاً لانعدام الثقه واحترام الذات وضعف الوازع الديني لدي كثير ممن وصلوا مرحلة الاكتئاب النفسي قبل سن الشباب المبكر جداً !
التأثير السلبي للشباب المحيط:
كما هو معروف لدينا جميعًا، فإن اختيار رفقة الصحبة لها تأثير هائل فيما يخص نمط حياة الإنسان وسلوكاته العامة كذلك . إذا وجدت نفسك تحت وطأة ضغط نفسي ناتجة مباشرة عن تصرف أشخاص ذوو توجهات سلبية نحوك شخصيًا ولم تستطع مقاومتها واستبدال تلك التصرفات الأخرى الأكثر إفادة ، فقد يعني ذلك بداية رحلة طويلة نحو طريق الانحراف العقلي والجسدي. إنه لمن الأهمية بمكان مراقبة شكل وقوة صداقاتك لأنه حينما نشاهد مجريات امور زملائنا المقربين فقد ينتج عنها نتائج كارثيه علي مستقبل الجميع بدون استثناء !
وفي النهاية، يمكن تلخيص القول بأنه بينما يعتبر كل سبب ذكرناه سابقآ عامل خطر مستقلا لوحده إلا أنه من المغلوط الاعتقاد بأنه مؤشرات جزئية بديلة عوض ان تكون عناصر مشتركة ضمن منظومة واحدة واحدة تعمل جنبًا إلي جنب لبناء شخصية متكاملة تمتلك القدرة علي التفوق والكفاح للحفاظ عليه مدى العمر بإذن الله تعالى..