تعدّ الإشكالية محورًا رئيسيًا يوجه مسار البحث العلمي نحو تحقيق الأهداف المنشودة بدقة وفعالية. إنها النقطة المثيرة للجدل التي تشكل أساس الدراسة الأكاديمية، والتي تسعى إلى تقديم حلول مبتكرة وتفسير منطقي للمشكلات المطروحة. هذا المقال يكشف الغطاء عن ماهية الإشكالية ودورها الحاسم في تصميم البحوث الفعالة.
الإشكالية هي جوهر الموضوع محل الدراسة، وهي عبارة عن سؤال معقد يحتاج إلى تحليل متعمق واستقصاء مستفيض لإيجاد إجابات مقنعة. يمكن وصفها بأنها حالة غير واضحة أو مشكلة تحتاج إلى تفصيل وتحليل أكثر عمقاً. غالبًا ما تكون هذه الحالة ذات طابع افتراضي، مما يعني أنها قد لا تنطبق بالضرورة على الواقع الحالي ولكنها ضرورية لفهم العمليات والتفاعلات المعنية.
الأهداف الأساسية للإشكالية تتمثل فيما يلي:
- تشجيع التفكير النقدي: تعمل الإشكالية كمنبه لقدرة الباحثين على التفكير التحليلي والنقدي، ومطالبتهم بإجراء بحث شامل لفهم القضايا بشكل صحيح.
- توجيه مسار البحث: توفر الإشكالية هيكلًا واضحًا وعاملاً موحدًا لباقي عناصر البحث مثل الفرضية والمناقشة والاستنتاج. فهي تضمن تركيز الجهد البحثي على مجال محدد وتجنب الانحراف عنه.
- إثارة الاستفسارات الجديدة: العديد من الاكتشافات العظيمة نشأت من استكشاف مفاهيم لم تكن معروفة من قبل؛ وبالتالي فإن بناء إشكالية قوية يشجع المزيد من الاستعلام والاكتشافات المستقبلية المتعلقة بالموضوع نفسه.
- تعزيز الرؤية العامة: تساعد الإشكاليات الشاملة في وضع المشاكل المحلية ضمن السياقات العالمية والعلمية الأوسع نطاقاً، مما يعزز فهم الجميع للأمر ويفتح آفاق جديدة للحلول.
- التأكيد على أهمية البحث: إن تعريف الزمان والمكان المناسبين لأبحاثكم عبر تحديد إشكالية دقيقة يؤكد مدى جدوى ونوعية عملكم بالنسبة للمجتمع الأكاديمي الخارجي وغيره ممن لهم اهتمام بهذا المجال ذاته.
لتحديد إشكالية فعالة، يجب مراعاة عدة عوامل بما فيها اتباع نهج منهجي ومنظم أثناء جمع البيانات وإعداد الأدلة والدلالة عليها بطريقة علمية ثابتة ترتكز على الحقائق والمعايير الأخلاقية والقانونية الخاصة بمجالك الخاص وما يندرج تحت مظلته المعرفيّة والفكريّة أيضًا! إن القدرة على التعامل مع تلك الاعتبارات ستضمن لك إنتاج بحوث أصيلة ومتينة تلبي احتياجات المجتمع الأكاديمي اليوم وأكثر بكثير مما هو مطلوب حالياً !
