ولد العالِم الإنجليزي المشهور، تشارلز روبرت داروين، في الثاني عشر من فبراير عام 1809 في شروزبري، إنجلترا. برز كعالم تاريخ طبيعي وفيلسوف وعالم أحياء بارز، اشتهر بشكل خاص بنظرياته الرائدة حول التطور. استلهم منهجه البحثي خلال مدة طويلة من العمل المستمر، مما أدى إلى تقديم وجهة نظر جديدة ومبتكرة حول كيفية تراكم التنوع البيولوجي عبر الزمن.
بدأت مسيرة داروين الأكاديمية عندما التحق بجامعة إدنبره لدراسة الطب بناءً على طلب أبيه، ولكن سرعان ما اكتشف أنه غير مهتم بهذا المجال بسبب خشيته من الدم. انتقل بعد ذلك إلى جامعة كامبريدج حيث درس العلوم الطبيعية، وهو الأمر الذي سيحدد مستقبله العلمي.
تشكلت نظريته الرئيسية -التي غدت فيما بعد أساس علم الوراثة الحديث- نتيجة مراقبات طويلة أثناء إبحاره على متن السفينة "بيجل". كانت لهذه الرحلة تأثير حاسم على تفكير داروين لأنه شاهد كم هائلاً من اختلافات الحياة النباتية والحيوانية حول العالم. أثارت ملاحظاته حول التشابه والاختلاف بين الأنواع تسائلاته بشأن الأصل المشترك للأنواع واحتمالية انتقال الخصائص بين الأجيال.
تنبع نظرية دارون الخاصة بالتطور من اعتقاد راسخ بأن كل أشكال الحياة المتنوعة اليوم لها جذور واحدة مشتركة، وأن عملية التغيير والتقدم تحدث بفعل الضغوط البيئية والاختيار الطبيعي ("البقاء للأصلح"). يُعتبر عمل داروين رائداً ليس فقط لعلم الأحياء ولكنه أيضا شكل تحولا ثقافياً واجتماعياً واسع المدى حين طرح أفكاره في كتاب "أصل الأنواع" المنشور عام ١٨٥٩.
فيما وصفته دكتورة الأنثروبولوجيا الأمريكية بريانا بوبينير بأنه "سلسلة مع تكييف"، لا يوجد دليل أقوى لإرث داروين الكبير من التأثير الواضح لنظرياته حتى يومنا الحالي. توفي داروين في الرابع عشر من أبريل سنة ١٨٨٢، تاركاً خلفه ثروة معرفية أثرت بشكل عميق ودائم في فهمنا للعالم الطبيعي وحركتنا نحو تقدمه.