المراهقة في الإسلام هي مرحلة عمرية وفترة زمنية يمر بها كل شاب وشابة، وتستدعي من الأبوين إحسان التعامل مع هذه الحالة. وفقًا لعلماء اللغة، المراهقة تعني اقتراب الشخص من البلوغ، حيث يصبح الغلام مراهقًا عندما يقترب من الاحتلام. أما في مصطلح علماء النفس، فهي الاقتراب المتدرج نحو النضج والكمال الجسمي، وليس الكمال الجنسي.
تبدأ مرحلة المراهقة عادةً بين سن 13 و20 أو 22 عامًا، وهي مشتركة بين الذكور والإناث. تتميز هذه المرحلة بخصائص وحالات خاصة، مثل الميل إلى النقد وطلب الإصلاح، والرغبة في مساعدة الآخرين، واختيار الأصدقاء بنفسه، والرغبة في تولي المسؤوليات والزعامة، والتأكيد على الذات وفرض الشخصية.
من المهم أن يتعامل الوالدان مع المراهقين برفق وصبر، وأن يحاولوا فهم خصائصهم وطبيعة تصرفاتهم لتسهيل التعامل معهم. يجب حمايتهم من الانحراف بالوسائل والطرق السليمة، وتجنب العنف والعتاب الكثير. كما ينبغي توفير مساحة أوسع من وقت الوالدين للمراهقين، وتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم، مع إظهار الاحترام لأصدقائهم.
في الإسلام، للمراهقة أحكام خاصة، منها أمر المراهق بالصلاة وضربه عليها إذا امتنع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين". كما أن ما يصدر عن المراهق من تصرفات في حق الله تعالى مما يستوجب الحدود غير مؤاخذ عليها، لأن الوجب في حقه مستحب والمحرم مكروه. أما الحقوق المتعلقة بالعباد، كضمان المتلفات وأجرة الأجير ونفقة الزوجة، فواجبة في ماله.
لتعزيز التربية الإسلامية للمراهقين والمراهقات، ينبغي توفير مكتبة متنوعة تحتوي على مواد نافعة تحت إشراف بعض طلاب العلم. كما يمكن الاستماع إلى محاضرات مثل "كيف نفهم المراهقين" للشيخ محمد إسماعيل المقدم و"آباء يربون" للدكتور عبد الكريم البكار.
في الختام، يجب على الآباء والمعلمين والمربين والمصلحين أن يهتموا بتربية النشأ على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحب الانتصار لدين الله سبحانه وتعالى. فإذا وصلوا إلى مرحلة الشباب كانت عندهم عقائد ومبادئ إيمانية يصرفون طاقتهم في نصرها.