كانت الألعاب الأولمبية القديمة، والتي تعود جذورها لأكثر من ثلاث آلاف سنة خلفت، تقام في منطقة بيلوبونيز الغربية كجزء من الاحتفالات المكرسة لإله الزراعة الروماني زيوس. هذه المسابقات كانت تتضمن مجموعة متنوعة من الأحداث الرياضية مثل الجري, رمي القرص, المصارعة وغيرها الكثير.
بعد فترة طويلة من الانقطاع، شهد العالم إعادة احياء الألعاب الاولمبية الحديثة في العام 1896 في مدينة أثينا, اليونان. هذا الحدث الكبير جاء نتيجة جهود بيير دي كوبرتان, وهو سويسري قام بنشر فكرته حول ضرورة استعادة روح الرياضة العالمية عبر إنشاء اتحاد دولي للجري الترفيهي.
وفي شهر أبريل من نفس السنة، تجمع أكثر من 280 مشاركاً - جميعهم ذكور - في هذه النسخة التجريبية الأولى للأولمبياد الحديث تحت مظلة الاتحاد الأولمبي الدولي الجديد. هؤلاء الرياضيون قد أتوا من 14 بلد مختلف تشمل استراليا, النمسا, بلغاريا, تشيلي, الدنمارك, فرنسا, ألمانيا, المملكة المتحدة وهنغاريا, بين بلدان أخرى.
كان برنامج تلك النسخة غنياً بالأحداث الرياضية التي تضمنت الألعاب القوى (حيث فاز بها معظم الأمريكيين), السباحة, ركوب الدرجة, الجمباز, المبارزة, المصارعة, الرماية وتنس الطاولة. كما أنها شاهدت أول مسابقة "الماراثون".
بالرغم من الظروف الصعبة بسبب حالة الملعب القديم المستخدم والذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 330 قبل الميلاد ولكنه تم ترميمه مرة أخرى عام1870، إلا ان هذه البطولات حققت نجاحاً باهراً. وكانت فكرة تقديم المسيرات والأكلات التقليدية أثناء الاستراحات جزءاً أساسياً مما جعل منها تجربة فريدة ومعبرة بكل المقاييس.
وعلى الرغم من الشعور بالعجب والإعجاب الكبيرين تجاه الإنجازات المرتبطة بتلك اللحظة التاريخية الهامة ، فإن عدم وجود النساء كمدربات ولاعبات يشكل نقطة سوداء واضحة تحتاج لأخذها بعين الاعتبار عند النظر لهذه الحقبة الزمنية الخاصة بهذا الأمر تحديداً .
