ولد محمد علي باشا، المؤسس البارز لأسرة آل علوي في مصر، في العام 1769 الميلادي في بلدة صغيرة تُسمى "قوله" الواقعة الآن ضمن مناطق شمال اليونان. تلك البلدة كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية آنذاك. ينحدر محمد علي من عائلة ألبانية الأصل ومتوسطي الثروة والنفوذ. فقد توفي والده عندما كان عمره لا يتعدى سنوات قليلة، مما أدى إلى رعايته من قبل عمّه بعد وفاة والدته وهو في الرابعة عشرة من عمره.
بعد تعليمه الأولي، انطلق محمد علي في مسيرته المهنية عبر دخوله للسلك العسكري تحت مظلة الدولة العثمانية، وبخاصة خلال مقاومتها للهجوم الفرنسي في القرن الثامن عشر. برزت قدراته الفذة أثناء خدمته وشجعته هذه النجاحات المتلاحقة للتقدم بسرعة ضمن صفوف القيادة العسكرية ضمن القوات العثمانية ليتوج ذلك بتعيينه حاكمًا لمصر عقب سقوط حكم المماليك عليها.
كان لحياة محمد علي الخاصة علاقتها الوثيقة بتاريخه المهني؛ إذ تزوج من امرأة تدعى أمينة هانم ورزقا بإبنهما الأكبر إبراهيم بالإضافة إلى أبنائهما الآخرين مثل طوسون وإسماعيل وابنَتيْن اثنين. ومع مرور السنوات، استمر توسُّعه في مجالات مختلفة بدءً بإدارة الداخلية ومروراً بزراعة المحاصيل التجارية كالقطن والقصب وانتهاءً بغزو المناطق الأخرى خارج حدود ولايته الرسمية والتي تضمنت سوريا والعراق وسودان اليوم وغيرها كثير. ولكن لم يستطع تحقيق هدفه النهائي بشأن قلب موازين السلطة السياسية لصالحه ضد الإمبراطورية العثمانية نظرًا لقوة تأثير الدول الأوروبية المؤثرة وقت ذاك لدعم الأخيرة سياسياً وعسكرياً.
وعلى الرغم من أنه واجه العديد من المشاكل الصحية لاحقاً حياته بما فيها المرض العقلي المعروف باسم الخَرَف والذي ربما نتج عنه بعض القرارات غير المستقيمة حينها حسب ما هو موثق تاريخياً، إلا إنه غادر الحياة مستقرّ النفس مرتاضاً بوفره شخصيا بحرصه على ترك ارث مميز لنظام مصري حديث وفق نظامه الملكي الجديد وعائلته المالكة الجديدة أيضا الولادة جغرافياً تلك المنطقة ذات القلب الأخضر الذي يحمل اسم قائدهم الشهير - قولَه -.