رحلة رجل الدولة العربي الكبير: الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود

التعليقات · 1 مشاهدات

الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، أحد أشهر الشخصيات السياسية العربية خلال القرن العشرين، ترك بصمة واضحة في تاريخ المملكة العربية السعودية والعالم العر

الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، أحد أشهر الشخصيات السياسية العربية خلال القرن العشرين، ترك بصمة واضحة في تاريخ المملكة العربية السعودية والعالم العربي ككل. ولد عام 1906 م الموافق لـ١٣٢٤ هجري في الرياض بالمملكة العربية السعودية وهو الابن الثالث للأمير عبد العزيز ابن عبد الرحمن الفيصل مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة ورئيس وزرائها الأول. نشأ في Falcons of Najd "فرسان نجد" التي شكلتها عائلته والتي كانت سبباً رئيسياً في توحيد شبه الجزيرة العربية تحت حكم واحد.

تلقى تعليمه المبكر داخل القصر الملكي ومن ثم تابع دراسته خارج البلاد حيث أكمل دراسات عليا متخصصة بالإدارة والإقتصاد مما جعله يتمتع برؤية اقتصادية ثاقبة استخدمها لاحقاً أثناء رئاسته للديوان الملكي السعودي منذ العام ١٩45 ميلادي وحتى وصوله إلى الحكم سنة ١٩٦٤ ميلادية خلفاً لأخيه الأكبر خالد بن عبدالعزيز بعد وفاة الملك سعود.

تولّى الملك فيصل مقاليد الأمور في وقت عصيب بالنسبة للمملكة العربية السعودية وشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرات كبيرة متعلقة بالحرب الباردة والتوترات الدولية المتزايدة حول النفط باعتباره سلعة حيوية ومصدر قوة جديدة للدول المنتجة له مثل المملكة. وقد اتسمت سياسة فيصل الخارجية بشجاعة وجرأة ملحوظتين فيما يتعلق بمواجهة الضغوط الغربية والدفاع الحازم عن مصالح العرب والمسلمين خاصةً قضية فلسطين والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني. كما عرف عنه حرصه الشديد على الوحدة والتعاون بين الدول الإسلامية وكان أول زعيم عربي يدعم فكرة إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي بهدف تحقيق المصالح المشتركة للشعوب المسلمة وتعزيز مكانتها عالمياً ودفاعاً عن حقوق المسلمين المستضعفين. أيضاَ كان له دور مهم في تأصيل الجذور الاقتصادية للملكة وذلك عبر زيادة الاعتماد على موارد الطاقة المحلية وتنويع الاقتصاد وزيادة الاستثمارات الحكومية لتحقيق تنمية شاملة.

لم يغب الجانب الاجتماعي والإنمائي عن اهتماماته إذ شهدت فترة حكمه مشاريع تطوير واسعة النطاق شملت مختلف قطاعات المجتمع بدءاً بالتعليم والصحة وانتهاء بتوفير الخدمات العامة وتحسين مستوى معيشة المواطن السعودي بشكل كبير جداً حتى أصبح يُشار إليه باسم "فيصل الناصر"، نسبة لما حققه من إنجازات سريعة أثرت ايجاباًعلى حياة الشعب وتميزت رؤية فكرية مختلفة عمّا سبقها وأرسيت قاعدة قوية للاستقرار الداخلي والاستقلال الخارجي.

توفي الملك المؤسس الثاني للمملكة العربية السعودية يوم ٢٥ مارس/آذار عام ١٩٧٥م اثر عملية اغتيال مؤسفة نفذت بالقصر الملكي بالسعودية ما زالت تفاصيلها غامضة وغير مؤكدة الدوافع رغم العديد من الروايات المنشورة حول هذه الواقعة التاريخية المؤلمة. ومع ذلك فإن ارث عمل وعطاء هذا الزعيم السياسي الفريد لن ينسى مهما طال الزمن ومازلت سيرته محل احترام واستلهام لدى الكثيرين ليس فقط بالعالم العربي بل كذلك بفلسطين وليبيا والخليج العربي نظرا لتاريخه المضني دفاعاً عن الحقوق الوطنية والقومية لجماهير المنطقة وأهدافها الطموحة نحو مستقبل مزدهر أكثر عزيمة وإقدام.

التعليقات