علي بن أبي طالب، المعروف بأبي تراب، هو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة. ولد علي قبل البعثة بعشر سنين ونشأ في حجر النبي، مما جعله من أوائل المسلمين. كان علي أول من آمن بالنبي من الصبيان، وهو ابن عشر سنين فقط.
في أحد الأيام، جاء النبي إلى بيت علي ولم يجده، فوجد فاطمة وأخبرته بأن زوجها غاضبها وخرج. بحث النبي عن علي حتى وجده راقداً في المسجد، وقد اضطجع على شقه وأصابه شيء من التراب. ناداه النبي قائلاً: "قم أبا تراب، قم أبا تراب".
كان علي من أبرز الصحابة، شهد معظما الغزوات مع النبي وأبلى فيه عظيم البلاء. كان من المبشرين بالجنة وكان اختيار النبي يوم خيبر ليعطيه الراية. دعا له النبي غير مرة، وكان مسدداً الرأي حتى ضُرب به المثل في توفيقه وتسديده.
حاز علي على العديد من الصفات الحميدة، منها كرم خلقه في تعامله مع الناس، وتواضعه الشديد، وصبره على ابتلاءات عديدة، وإنصافه لخصومه، وحكمته الظاهرة. كان خطيباً مصعقاً وناطقاً بالحكمة.
كان لعلي مواقف بطولة كثيرة، أعظمها عندما افتدى النبي يوم الهجرة، فبات في فراشه حتى أصبح. كان من القلة الذين ثبتوا مع رسول الله يوم أحد، وشهد بيعة الرضوان، وكان من الخلفاء الراشدين، ووالد الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.
