في التاريخ الإسلامي المجيد، هناك العديد من الأحداث البارزة والأشخاص الذين تركوا بصمة واضحة في مسيرة الدعوة والإسلام. ومن بين هؤلاء الأفذاذ، يبرز الإمام حمزة بن عبد المطلب، عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، كأحد أبرز الشخصيات التي قدمت تضحيات كبيرة في سبيل نشر رسالة الحق. يُعتبر الإمام حمزة أول من رمى بسهمه في سبيل الله والدفاع عن الدين الجديد.
ولد حمزة عام 576 ميلاديًّا في مكة المكرمة وكان معروفًا بالقوة والشجاعة منذ الصغر. قبل إسلامه، كان يعمل راعيًا للأبل وكانت له مكانته المرموقة في قومه بسبب شجاعته وصدقه ووفائه. عندما دعاه رسول الله إلى الإسلام، لم يتردد لحظة واحدة وانضم فوراً للمسلمين الجدد متحديًا القبائل القرشية المعادية للإسلام والمعروفة بشدة غضبهم وصلابتهم.
بعد هجرة الرسول الكريم إلى المدينة المنورة، تبعت الخطوات عدداً من الصحابة وتبعها بعد ذلك حمزة مع زوجته قبيلة بني أسد. عند عودته لمكة لأداء فريضة الحج برفقة أخيه العباس بن عبد المطلب، تعرض مجموعة المسلمين للاعتداء من قبل بعض المشركين الذين اعتدوا عليهم وعلى نسائهم. رأى الإمام حمزة هذه الفعلة الشنيعة فدافع عنها بكل شراسة وتمكن بفضل جبروته وشجاعته من قتل عدة أفراد منهم مما أدى لإلحاق خسائر جسيمة بهم وبالتالي إنقاذ حياة المسلمون المحاصرين وقتئذٍ.
كان هذا الحدث بداية الطريق نحو مجاهدة الإمام حمزة في سبيل الدفاع عن الحق ونشر الإسلام براية صادق. فقد أصبح رمزاً للصمود والقوة بين صفوف المؤمنين والمقاتلين المستعدين للدفاع حتى النفس الأخير ضد الظلم والظلاميين. واصل حملاته البطولية خلال الغزوات المختلفة خلف قائده الأعلى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى استشهد شهيدا دفاعا عنه أثناء أحداث يوم موته الشهيرة والتي تعتبر نقطة تحول حاسمة بموجات المد والجزر السياسي آن ذاك لصالح الدولة الفتية حديثا حينذاك .
إن قصة الإمام حمزة تحمل دروس عميقة تعكس قوة الإيمان والعزم داخل قلوب الرجال المناصرين للحقيقة مهما بلغ الثمن وحجم المخاطر المقترنة بها. تُذكر سيرته عبر الأعوام لتُلهِم كل جيلا جديد بأن طريق النور محفوف بالتحديات ولكنه قابل للتخطي بالنفس الطويل والصبر والثبات أمام العقبات بل وإمكانية تحقيق الانتصار النهائي بتوفيق الحق وجهوده الدؤوبة بما يضمن سلامة الجميع ويتوافق مع مراعاة حقوق البشر والحفاظ عليها انسجاما مع مقاصد الشرعية الربانية الخالدة وفق ما جاء بحلال القرآن والسنة المطهرة كمصدر مرجعيتان للدولة الإسلامية الأولى وما تتسم به روحهما الرحبة من مرونة وسعة رحبة تسمح بالتعامل مع مختلف الظروف والتكيّف مع المتغيرات سواء السياسية منها أم الاجتماعية وغيرها الكثير ضمن اطر عامة تضمن العدالة والاستقرار الداخلي والخارجي بما ينعكس ايجابي اثار ايجابية تنفع المجتمعات الانسانية جمعاء حالياً ومستقبلاً بإعادة النظر بطرق متجددة وفكر مستنير مبني علي اسس وقيم سامية سامية نبيلة عالية المستوي