في رحاب الفهم الرباني للإسلام، يأخذ مفهوم "العبودية" مكانة بارزة تميزها عن كل نظائرها في العالم. فالعبودية، كما عرفتها اللغة العربية، تعبر عن الانقياد والتذلل أمام قيمة أعلى. لكن هذه القيمة ليست فردًا بشرياً، بل هي الله -سبحانه وتعالى-. إنها حرية كاملة ولكن تحت راية الإخلاص المطلق للخالق الواحد.
العبودية في المصطلحات الدينية:
لقد خلق الله البشر ليسير المشهد الكوني وفق مشيئة واحدة، وهو هدف الاستخلاف في الأرض. وهذا الأمر ليس مجرد وجود، وإنما تقديم عبادة صادقة وخضوع تام للقوانين الإلهية. لذا فإن مفهوم العبودية المؤدية لحياة سعيدة في الدنيا والآخرة يرتكز أساساً على طاعة الأحكام الربانية والاستجابة لشرائعها.
كيف تظهر العبودية الصحيحة؟
تمثل العبودية الصادقة تجاه الله مجموعة من السلوكيات والقيم الراسخة لدى المسلم المتحضر عقائديا وسلوكيًا. تشمل هذه الأدوار عدة جوانب أساسية منها الاعتراف بمكانة الخالق كمصدر لكل قدرة وخلق؛ إذ يعد الإيمان بهذا الاعتبار ضرورة لتكوين رابطة وثيقة بين المتعبد والمتعبد إليه. أيضا، تنفيذ الأوامر والأخلاقيات اليومية بشكل مطيع ودون نقاش، سواء كانت تحذيرات أو توجيهات عامة، تعد جزء حيوي من عملية التصاحب الروحية والإظهار للحب والبراءة للأمر الإلهي. بالإضافة إلي ذلك، يعتبرجعل الله الغاية والملاذ الأخير مثال آخر واضح للعبد الأمين، فعندما يعبد المرء إلا ربّه ويتوجه بكل حاجاته إلى مصدر قوة واحد فقط فإن عمليا يُعلن الولاء الكامل للتزميت بالتصورات الدينية المجردة بدون تشكيل خارجي أو تدخل بشري.
دور الإسلام ضد ظاهرة العبودية التقليدية:
إن دين الرحمة جاء ليحرّر النفس الإنسانية من قبضة الاستلاب البشري والسعي خلف المال والمعرفة ذات الجاذبية المدمرة لقوة الشخص الداخلية واستقلال ذاته. ولذلك نجِد العديد من المقاييس القانونية داخل النظام التشريعي الإسلامي والتي تقضي بحرية الرقيق عبر طرق مختلفة مثل دفع غرامات خاصة أثناء ارتكاب بعض الخطايا كالقتل وغير ذلك أيضاً. حتى أصبح شراء رقبات الآخرين إحدى القنوات الرئيسية للمؤسسات الخيرية مثل زكاتها وجزء من وسائل دعم الاقتصاد الإسلامي العام بشكل عام. وبالتالي يمكن اعتبار نظام العقوبات هذا أحد أهم الوسائل الناجحه لمنع انتشار الظواهر الاجتماعية الضارة المرتبطة بالأوضاع غير الطبيعية للسجون وصناعة الثروات بناء علي جهود الفقراء المضطهَدين مادياً ومعنوياً.
