• صاحب المنشور: رغدة بن زيد
  
  ملخص النقاش:
  التغييرات التي طرأت على قطاع التعليم بسبب الثورة الرقمية هي موضوع نقاش مستمر. تُعد هذه التحولات ذات أهمية كبيرة حيث أنها تؤثر ليس فقط على الطريقة التي يتلقى بها الأفراد المعلومات بل أيضاً تشكل كيفية تقديم المعرفة وتعلمها. يمكن تصنيف التأثيرات الرئيسية إلى تحديات وفوائد محتملة.

التحديات:

1. الاستخدام الزائد للأجهزة الإلكترونية: واحدة من أكبر المشاكل المتعلقة باستعمال الأجهزة الإلكترونية هي العزلة الاجتماعية. قد يميل الطلاب الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام الشاشات نحو الانطواء وعدم المشاركة الكافية مع زملائهم ومعلميهم. هذا الأمر يعرضهم لاحتمالية الشعور بالوحدة والإقصاء الاجتماعي وقد يؤدي إلى انخفاض الدافعية للتعلم الجماعي والمناقشة الحوارية.

1. مشكلة التركيز والانتباه: سرعة التفاعل والتعددية الموجودة عبر الإنترنت غالبا ما تشتت الانتباه عن المواد الأساسية للدروس. حتى لو كان المحتوى متاحا رقميا فإن القدرة على الاستيعاب الفعّال تتطلب مستوى أعلى من الوعي الذاتي وأساليب إدارة الوقت المناسبة.

1. مسؤولية الآباء والمعلمين: بينما تقدم التقنية موارد تعليمية هائلة، إلا أنه ينبغي على كلا الجانبين (أي الآباء والمعلمين) فهم أفضل طرق استخدام تلك الأدوات بطرق فعالة وآمنة لتجنب أي آثار جانبية غير مرغوب فيها مثل التعرض للمواد الضارة أو الإدمان الرقمي.

الفرص:

1. وصول أكثر سهولة ومتنوعة: توفر التطبيقات البرمجية والقنوات الرقمية فرص الوصول لموارد تعليم متنوعة ومثيرة للإهتمام بغض النظر عن موقعك الجغرافي أو ظروفك المالية. يمكن الآن الحصول على دروس مباشرة من خبراء عالميين بدون الحاجة للسفر الشخصي مما يجعلها خيار جذابة خاصة لأولئك الذين يسعون لتحقيق اهداف دراسية محددة ولكن لديهم قيود مادية أو جسدية.

1. التخصيص والإبداع: يستطيع العديد من أدوات التعلم الحديث تحديد نقاط القوة لدى كل طالب بناء علي بيانات اختباراته والسلوكيات الرقمية الأخرى ثم تصميم منهج خاص به وبالتالي تحقيق نتائج 더 جيدة بكثير مقارنة بأنظمة الدراسة التقليدية الواحدة لكل الجميع. وهذا أيضا يدعم الأفكار المستقبلية حول "مدارس ذكية" تستعين بالحوسبة السحابية ومراقبة البيانات لاتخاذ قرارات تعليم فردية حصرية لأفراد مختلفين ضمن نفس الجماعة.

1. منصة للتواصل الدولي: بالإضافة إلي فوائده الداخلية داخل الدولة نفسها ، فقد أدت تكنولوجيا اليوم إلى تقريب المسافات بين الثقافات المختلفة وسهلت تبادل التجارب العلمية والأكاديمية العالمية بصورة ديناميكية وغير مسبوقة تاريخياً . إن الشبكات العنكبوتيه واسعة النطاق توفر فرصة فريدة للشباب العالميين بتبادل رؤاهم وخبراتهم وإيجاد الحلول المشتركة لقضايا مجتمعنا العالمي الكبير حالياً وفي السنوات المقبلة أيضاً بإذن الله تعالى .

وفي النهاية، رغم وجود بعض المخاطر المرتبطة باستخدام التقانة في مجال التربية, الا انه بالإمكان مواجهتها واستغلال الامكانات الهائلة لهذا المجال الجديد تمامًا وذلك بتوجيه الاهتمام العام نحو تطوير سياسات تعليمية وعمل تربوي مدروس بعناية تحت اشراف مؤسسات وطنية وقارية دولية مهتمه بهذا القطاع الحيوي لدينا جميعا باعتباره أساس نهضة الأمم وضمان مستقبلهم المنشود برؤية واقعية علمانية حضاريه ساميه مطابقة لمتطلباته وظروف بيئته المحلية والعالمية ..والله ولي التوفيق .