: لماذا خلق الله البشر: غاية سامية ومعاني راقية

Comments · 9 Views

خلق الله سبحانه وتعالى البشر بهدف نبيل ومأمور سامٍ، كما يشير القرآن الكريم بوضوح في آيات عديدة. تُعتبر "العبادة" جوهر وغاية خلق الإنسان وفق قول تعالى:

خلق الله سبحانه وتعالى البشر بهدف نبيل ومأمور سامٍ، كما يشير القرآن الكريم بوضوح في آيات عديدة. تُعتبر "العبادة" جوهر وغاية خلق الإنسان وفق قول تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". وفي شرح لهذه الآية، أكد المفسرون مثل ابن عباس وابن جريج والشيخ عبد الرحمن السعدي أن هدف الخلق ليس حاجة الله للبشر، ولكن لإظهار قدرته الباهرة وإرادته الإلهية التي تستحق الطاعة والتوقير مهما اختلفت الظروف والقناعة الشخصية. وهذا الأمر يؤكد أهمية الاختبار والفداء لدى الإنسان خلال رحلة الحياة الدنيوية القصيرة.

وتتجلى الحكمة من وجود الإنسان أيضاً عبر النظر بالعقل المنطقي والملاحظات البيولوجية. إذا ما درس المرء عضوي جسم الإنسان - كالعيون والأذنين وغيرهما الكثير- سيجد الحكمة الواضحة في خلق تلك الأعضاء ودلالاتها على الحكم الإلهية المتأصلة في الطبيعة الإنسانية نفسها. فالاحترام للعقل البشري وللحياة هو جزء أساسي مما يدعم نظرية خلق الإنسان بالحكمة العظيمة.

وفي سياق آخر، فإن البشر مكلفون بمهام كبيرة ضمن خطة الله الأكبر وهي مهمة "الاستخلاف" على الأرض. تعبر هذه المهمة عن دورنا في تحسين عالمنا الجسدي والمعرفي والأخلاقي؛ تعمل قيم دين الإسلام كمرشد لنا نحو بناء مجتمع متوازن ومتقدم عبر حسن استخدام قدراتنا العلمية والفكرية بما يحقق خدمة الناس ويعزز السلام العالمي تحت مظلة الشرائع الربانية. هكذا نرى كيف ترتبط رسالة الاستخلاف ارتباطاً وثيقاً بتقديم خدمات فعالة مستندة لقوانين الدين الصحيحة لتوفير ظروف مثالية للاستقرار والاستدامة الاجتماعية.

Comments