سورة النبأ، وهي السورة السابعة والثمانون في القرآن الكريم، تعد من السور المكية الخالصة، وعدد آياتها أربعون آية في المصحف الكوفي والمكي، وإحدى وأربعون في غيرهما. وقد نزلت هذه السورة بعد سورة "المعارج" وقبل سورة "النازعات".
تتميز سورة النبأ بموضوعاتها المتنوعة التي تهدف إلى توبيخ المشركين على خوضهم في القرآن الكريم بدون علم، وتخويفهم بسوء المصير إذا ما استمروا في طغيانهم. كما تعرض السورة الأدلة المتنوعة على وحدانية الله -تعالى- وعلى مظاهر قدرته، وتبين ما أعده -سبحانه- للكافرين من عقاب، وما أعده للمتقين من ثواب. بالإضافة إلى ذلك، تنذر السورة الناس بوجوب تقديم العمل الصالح قبل أن يأتى يوم القيامة، الذي لا ينفع فيه الندم على ما فات.
ومن أبرز المقاصد التي تهدف إليها سورة النبأ إثبات البعث والجزاء بالأدلة والبراهين. تبدأ السورة بسؤال المشركين عن الخبر العظيم، وهو هذا القرآن المنزل على رسولهم المتضمن لخبر البعث. ثم تذكر السورة مظاهر قدرة الله -تعالى- في خلق الأرض والجبال والناس، وتنزل الماء من السماء لنماء النبات والحبوب.
وتتطرق السورة إلى وصف يوم القيامة، حيث يبعث الله الناس من قبورهم، ويحاسبهم على أعمالهم. وتصور السورة عذاب الكافرين في جهنم، حيث لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا إلا حميمًا وغساقًا. وفي المقابل، توعد المؤمنين بالجنة والنعيم المقيم.
وفي نهاية السورة، تؤكد على أن الله -تعالى- هو رب السماوات والأرض وما بينهما، وهو الذي لا يملك أحد من خلقه خطابًا معه. وتختم السورة بتأكيد على أن يوم القيامة هو اليوم الحق، حيث سيختار كل شخص مصيره إما إلى الجنة أو إلى النار.
ومن أسباب نزول سورة النبأ ما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- أن المشركين كانوا يسخرون من القرآن الكريم ويقولون: "هذا سحر"، فأنزل الله هذه السورة لتبين لهم عظمة القرآن وصدق رسالة النبي ﷺ. كما أن نزول هذه السورة كان ردًا على تكذيب المشركين بالبعث والجزاء.
وبهذا نرى أن سورة النبأ تعد من أهم السور التي تهدف إلى إثبات البعث والجزاء، وتبيان مظاهر قدرة الله -تعالى-، وتخويف الكافرين من عذاب جهنم، وتشجيع المؤمنين على العمل الصالح قبل يوم القيامة.
