أسماء بنت أبي بكر، المعروفة بذات النطاقين، كانت شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي. كانت من أوائل النساء اللاتي أسلمن، حيث أسلمت قبل الهجرة بمكة، وكانت شقيقة أم المؤمنين عائشة لأبيها. تزوجت من الصحابي الجليل الزبير بن العوام، وأنجبت له عبد الله بن الزبير، الذي أصبح خليفة فيما بعد.
من أبرز صفات أسماء الكرم والجود، حيث كانت معروفة بسخائها وتصدقها. حتى أن ابنها عبد الله بن الزبير قال: "ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء". كانت أسماء دائمًا تشجع أهلها على الإنفاق في أوجه الخير، مما يعكس روحها الكريمة.
ورع أسماء وتقواها كانت واضحة حتى في كبر سنها ومرضها. كانت تعينها امرأة على أداء الصلاة وتعلمها كيفية أدائها. كما كانت لديها معرفة في تفسير الرؤى والأحلام، والتي تعلمتها من أبي بكر الصديق.
شجاعة أسماء كانت واضحة أيضًا. وقفت أمام الحجاج بن يوسف الثقفي عندما قتل ابنها عبد الله وقالت له: "أما آن للراكب أن ينزل". كما اتخذت خنجرًا لتواجه به اللصوص عندما كثروا في المدينة المنورة.
تسمية أسماء بذات النطاقين جاءت بسبب دورها البطولي أثناء هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. حيث كانت توصل الطعام والشراب للنبي وأبي بكر الصديق أثناء إقامتهم في غار ثور. لم تجد ما تربط به الطعام والشراب، فقامت بشق نطاقها وربطت الطعام به.
أسماء بنت أبي بكر كانت مثالًا يحتذى به في الكرم والشجاعة والورع. توفيت سنة ثلاث وسبعين للهجرة، بعد أن عاشت مئة عام، تاركة وراءها إرثًا من الفضائل والبطولات.
