حكم الحجامة في شهر رمضان: تفصيل علمي وفتوى شرعية

الحمد لله، الحجامة من الأمور التي تثير تساؤلات حول حكمها في شهر رمضان المبارك. وقد اختلف العلماء في هذا الشأن، حيث ذهب جمهور الفقهاء إلى أنها لا تفطر

الحمد لله، الحجامة من الأمور التي تثير تساؤلات حول حكمها في شهر رمضان المبارك. وقد اختلف العلماء في هذا الشأن، حيث ذهب جمهور الفقهاء إلى أنها لا تفطر الصائم، بينما رأى الحنابلة أن الحجامة تفطر الصائم.

أولاً، من المهم أن نذكر أن الحجامة من مفسدات الصيام، وبالتالي لا يجوز للصائم فعلها إلا إذا كان مريضاً محتاجاً إليها، فيحتجم ويفطر، ويقضي يوماً مكانه. هذا ما سبق في جواب السؤال (38023).

ثانياً، أما مواضع الحجامة، فقد وردت عدة أحاديث نبوية تشير إلى مواضع معينة للحجامة. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في رأسه وهو محرم من وجع كان به)، وعن أنس رضي الله عنه قال: (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثلاثا في الأخدعين والكاهل)، وعن جابر رضي الله عنه قال: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ عَلَى وِرْكِهِ، مِنْ وَثْءٍ كَانَ بِهِ)، وعن أنس رضي الله عنه قال: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ، مِنْ وَثْءٍ كَانَ بِهِ).

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تفصيلاً لأمراض معينة تعالج بالحجامة ومواضعها المناسبة، مثل الحجامة تحت الذقن التي تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم، والحجامة على ظهر القدم التي تنوب عن فصد الصافن وتنفع من قروح الفخذين والساقين.

ثالثاً، بالنسبة للحاجم نفسه، فقد اختلف العلماء أيضاً في حكمه. ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الحاجم لا يفطر، بينما رأى الحنابلة أن الحاجم يفطر. وقد اختار شيخ الإسلام ابن تيمية أن الحاجم لا يفطر إلا إن مص القارورة.

رابعاً، بالنسبة للحجامة في غير رمضان، إذا كنت صائماً وزارك من يريد الحجامة، فالأفضل أن تقوم بها ليلاً خروجاً من الخلاف ومراعاة لمذهب من قال بأنها تفطر.

خامساً، إذا كنت تتبع مذهب يرى أن الحجامة تفطر والصائمة تتبع مذهب يرى أنها لا تفطر، فلا يجوز لك أن تحجميها صائمة؛ لأنك تفعلين سبباً يقتضي التفطير في اعتقادك.

في الختام، يجب على المسلم مراعاة الأحكام الشرعية عند القيام بالحجامة في شهر رمضان أو غيره، والالتزام بالآداب الشرعية المتعلقة بالصيام والحجامة


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer