الملوك الظافرون: تاريخ ومكانة المماليك في التاريخ الإسلامي

تعود جذور مفهوم "المماليك"، كطبقة اجتماعية وثقافية مهمة خلال فترة الامبراطوريات الإسلامية، إلى عصور قديمة. في الأصل، كانت هذه الطبقة عبارة عن شبان تم

تعود جذور مفهوم "المماليك"، كطبقة اجتماعية وثقافية مهمة خلال فترة الامبراطوريات الإسلامية، إلى عصور قديمة. في الأصل، كانت هذه الطبقة عبارة عن شبان تم أسْرُهم من قبل الجند الأتراك وفي وقت لاحق الخزر والإيرانيين وغيرها من القبائل المتنوعة أثناء الغزوات والحروب. بعد تربّيتهم وترفيعهم، أصبح هؤلاء الشبان الجنود الأقوياء للعائلات الحاكمة والأمراء والأغنياء.

أصبحت كلمة "مملوك" تعني الشخص ذو الملك العبودي؛ فالملك هنا ليس ملكاً للتاج بل ملكاً لأسياده الذين كانوا غالباً أمراء وأباطرة. هذه الحالة الخاصة للمماليك جعلتهم يشغلون مواقع هامة جداً داخل الدولة، خاصة فيما يخص الجيش والقضاء والقضايا السياسية الأخرى نظراً لولائهم غير المشروط لأسيادهم.

وفي مصر، شهد القرن الثالث عشر ظهور دولة المماليك البحرية التي حكمت البلاد لمدة أكثر من قرنين تقريباً. وقد اشتهرت هذه الفترة بتقدم كبير في مجالات البنية التحتية العمرانية والعسكرية والثقافية مما أثر بشكل عميق على الهوية المصرية حتى اليوم. إن قصص انتفاضة بعض المماليك ضد سادة البيت الكبير وتأسيس دول مستقلة مثل سلطنة كرداسة وسلطنة بني الحاج هي دروس قيمة في شجاعة الثبات والقدرة على الصعود الاجتماعي.

ومع ذلك، فإن نهاية حكم المماليك جاءت مع بداية العصر الحديث ومع زحف الإمبراطوريات الأوروبية نحو الشرق الأوسط. لقد تركوا بصمة واضحة في تاريخ المنطقة برغم مرور الزمن ولم ينسَ دورهم الفاعل والمؤثر في تشكيل المجتمع المصري والدولي آنذاك.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog postovi

Komentari